ما أكثر ما تحدثنا عن قطاع التحكيم .. ووضعنا الأصبع واليد على عيوبه ومثالبه .. ويا ما حذرنا وتحديدا من الآلية التي يتم من خلالها قبول الحكام المستجدين ونوعية الأشخاص الموكل لهم هذه المهمة الحساسة في تكوين القاعدة التحكيمية التي تؤسس وتدفع بقوافل الحكام .. وحذرنا كثيرا من الدفع بطوابير من قضاة الملاعب ينتمون لميول محددة .. لأن ما يحدث عمل ممنهج ومرتب ويدار بسرية منذ عدة عقود.
ما سبق تمهيد لما هو آت .. فقد حذر الكثير من أن الهلال ممثل المملكة في الدوري الآسيوي سيتم استهدافه لإرباكه وإشغاله عن مهمته الآسيوية الحساسة .. حيث توقع كثير من الخبراء والمراقبين في الوسط الرياضي أن تفتعل قضايا وهمية أو تضخم وتشن حملات إعلامية لإرباك البيت الأزرق قبل انخراطه في المباريات الآسيوية.
ولم يكن هذا جديدا .. ولكن الجديد أن الأدوات المستخدمة مختلفة تماما عن المعتاد .. ومن قطاع ينأى بنفسه عادة عن الإعلام والصدام .. بعض «الحكام المعتزلين» يقومون الآن بالواجب لتحقيق عدة أهداف .. البحث عن الأضواء والظهور ولتقديم أنفسهم أنهم ثابتون على مبادئهم وقناعتهم السابقة .. وهذا يفسر أن ما حدث له أيضا أهداف انتخابية.
الحكم مطرف القحطاني الذي غادر السلك التحكيمي بسبب انتهاء عمره الافتراضي كحكم ولكثرة أخطائه التحكيمية .. خرج هذين اليومين يتنقل بين القنوات والصحف لينال من الهلال ورئيسه ويسيء له ككيان .. وكأنه لم يكفه ما فعله بفريقهم عندما كان حكما .. واتى ليكمل الناقص.
من قرأ وسمع تصريحاته والتعصب الشديد فيها يدهش كيف شخص بهذا التشنج والاحتقان كان حكما يؤتمن على المباريات وهو يكن كل هذه الضغينة لناد سعودي لأنه يراه منافسا لفريقه.
وفي تزامن مريب يجلي أنها عملية مرتبة .. يخرج الحكم المعتزل إبراهيم النفيسة « مقيم الحكام « الحالي ليردد أنه أبعد بفعل فاعل .. مع أنه بلغ سن اليأس تحكيميا عندما ترجل.. !!.. ولم يشعر أحد بالوسط الرياضي أنه غادر لأنه لم يكن له اسمه ووزنه تحكيميا.
هؤلاء المتهمون لو أن لهم سلطة ونفوذاً فعلياً .. لما كانت اللجنة بهذه الهيكلة الإدارية وهذه الأسماء .. ممن يتصرفون باللجنة على طريقة ( وضع اليد ).
هؤلاء الحكام المعتزلون وجدوا أن التطاول ورمي التهم هو السبيل للوصول إلى الإعلام وللقفز على مناصب تحكيمية .. وفعلا تلقفهم الإعلام الذي وجد بهم ضالته في إشغال الهلاليين في قضايا جانبيه.
والطرفة الأكثر دهشة أن الحكم سعد الكثيري (حكم الوايرلس) دخل اللعبة.. كما يقال .. حيث لم اسمعه .. وانتقد رئيس لجنة الحكام .. وهذا يفسر فعلا أن هناك هدفاً آخر انتخابي.
الأمر المحير كيف انخرط هؤلاء في سلك التحكيم الذي يتطلب العدل والنزاهة والأمانة .. وكيف استوعبهم .. أليس هذا دليلا على صدق ما كنا نشير إليه من أن كثيرا من الحكام هم مجموعة من المشجعين .. وبقاءهم عار على الرياضة.
أين شجاعة هؤلاء عندما كانوا حكاما عاملين ليدلوا بتصريحاتهم إذا كانوا صادقين أم يطبقون المثل الذي يقول ( إذا جيت رايح ...) .. وإذا كان فلان أو غيره أبعدهم .. لماذا لم يبعدهم وهم في عز نشاطهم التحكيمي !!.. ولكن عندما ينتهي عمر الحكم الافتراضي .. يبدأ يدعي أن فلانا أبعده وأن علاناً ركله .. للعب على عواطف الجماهير وتقديم أنفسهم بصفة الضحية .. خدمة لناديهم المفضل .. مع أن عشرات الحكام خلعوا بدلة التحكيم وغادروا بكرامة واحترام.
ولعلنا نستعرض نموذجاً من أخطاء هؤلاء الحكام وما فعلوه ضد الهلال قبل اعتزالهم .. فالحكم مطرف حرم الهلال من جزائية صارخة أمام التعاون كانت سببا في ابتعاده عن المنافسة على الدوري .. والحكم إبراهيم النفيسة لا أحد ينسى كيف ساهمت هداياه من ضربات الجزاء في دفع القادسية الكويتي (المستضيف) للفوز بلقب كأس أندية الخليج على حساب الهلال السعودي.. والحكم الكثيري ومن ينسى ضربة جزاء ( الوايرلس ) الذي حرم فيها الهلال من الفوز على النصر .. هذه أمثلة فقط ..
وما حدث أيضا من مطرف والنفيسة بعد مغادرتهم ميدان التحكيم مؤسف جدا.. فقد أوقفت لجنة الحكام إبراهيم النفيسة ( مقيم الحكام ) بعد إن اكتشفت أنه يهدد معلقي المباريات من خلال رسائل الجوال .. ويطالبهم بمدح فريقه المفضل .. وأيضا رسائل جوال فيها تهديد لعمر المهنا أدين فيها الحكم مطرف القحطاني .. وبأريحية تنازل عمر المهنا عن حقه الشخصي .. فكان جزاءه أن تهجم عليه فضائيا.
وبرأيي أنه لن يفلح التحكيم لدينا .. إلا بالاستعانة بطاقم كامل من الخبراء الأجانب يتولون قبول وإعداد وصقل وتدريب الحكام ..لأن الاستمرار وقبول الحكام المستجدين حسب الميول فهذا سيؤدي إلى سقوط مستمر .. وسنستمر بالاستعانة بالحكام الأجانب لأن غالب المخرجات ستكون طوابير مشجعين وليس قوافل من قضاة ملاعب.
الثلاثي السعودي ماذا لديه اليوم؟
- تبدأ فرق الهلال والاتحاد والأهلي هذا اليوم مهمتها المصيرية في خوض آتون منافسات ربع النهائي لدوري أبطال أسيا .. وآمال الجماهير السعودية معلقة على هذا الثلاثي في استعادة شيئا من هيبة وسمعة الكرة السعودية التي انحدرت إلى واد سحيق في التصنيف العالمي للمنتخبات.
- الهلال يلعب ظهرا خارج ملعبه أمام أولسان الكوري .. وعلى الهلاليين عدم العودة بخسارة بل الفوز أو التعادل الإيجابي وإذا غلبت الروم التعادل السلبي .. وإن كانت السلبية مستبعدة في المباراة .. مدرب الهلال ستكون مواجهة أولسان اختبارا حقيقيا له .. ومدى قدرته على تشكيل فريق متين دفاعيا وقادر على صنع هجمات عكسية تهز مرمى الفريق الكوري .. الحد الأدنى المطلوب من الهلال عدم الخسارة وتسجيل هدف.
- الأهلي .. مشابه تماما لوضع الهلال فسيلعب خارج ملعبه أمام سابهان الإيراني .. والمطلوب على الأقل العودة بتعادل إيجابي إن لم يكن الفوز .. وإذا غلبت الروم العودة دون خسارة.
- الاتحاد .. يستضيف الفريق الصيني على ملعبه .. والفوز ولا غيره هو مطلب الاتحاد .. وليحذر الاتحاد من اهتزاز مرماه .. لأن الهدف سيعتبر بهدفين لو تعادل الفريقان بمجموع المباراتين .. بالتوفيق للثلاثي للخروج بنتائج إيجابية ..
حسابي في (تويتر).. @salehhenaky