أمس الأول كنت في رحلة عمل (صباحية) إلى جدة، نسّقها لي زميلان (عزيزان) يحملان الاسم (سعيد)، وعند محاولتي الحصول على (كارت صعود الطائرة) تفاجأ موظف الخطوط أنه لا يوجد لي حجز، وأنني في الحقيقة لا أحمل سوى رقم (تذكرة سياحية) مفتوحة، ولا يوجد (مقعد شاغر) لأنّ الطائرة (صغيرة) من نوع (Airbus A321) ويالله صباح خير!!.

حاولت الاتصال بالأخ (سعيد) لأسأله فقال الحجز قام بعمله (سعيد الثاني)، اتصلت بالأخ (سعيد الثاني)؟! فقال (سعيد) هو من قام بعمل الحجز!! طيب أنت مين؟! أنا (سعيد) بس أسال (سعيد) عن الحجز هو من قام بتأمين (التذكرة)!!. يبدو أنني كسرت خاطر (موظف الخطوط) عندما قمت بدور (شفيق يا راجل) وقال لي: حنشوف لك حل، والحمد لله (صعدت الطائرة) أخيراً، وجلست في المقعد رقم (35 في الدرجة إيّاها) محشوراً بين راكبين (من الحجم العائلي) من جنسية عربية شقيقة، حاولت نقلهما بجوار بعض عشان يأخذان راحتهما في (الحديث) لأني (بصراحة محشور في المنتصف) لكن لظروف خارجه عن الإرادة لم يتمكنا من التحرُّك بسهولة فألغيت الفكرة !!.

بعد أن (أقلعت الطائرة) نادت (المضيفة) بالإفطار بأعلى صوتها (فول، إيقز) اختار الراكب على يساري (فول) وأنا (إيقز) بسبب عوامل التحضُّر والتمدُّن، أما الراكب الآخر على يميني فاختار أيضاً (فول)!!.

طبعاً (فول) الخطوط السعودية الصباحي لمن لم يسبق أن طلبه (عجيب) !! معه كيس (زيت زيتون) صغير, وعلبة (كمون وملح وكزبرة وفلفل أسود وحبوب حمص)، قام الراكبان بخلط (المكوّنات جميعاً) وبرائحة زكية (تذكِّرك بفوالين الحلة)!!.

بدأت (موقعة الفول الجوية) لأكون أنا (الخاسر الأكبر) فيها، لأنّ الخبز المرافق لكلِّ هذا (صغير جداً) مما رفع (مستوى الحماس) لتناول الفول، وبدأت مطامع الإخوة العرب في (خبز الإيقز) خاصتّي !! فجأة تلقّيت (ضربة مرفق) من الراكب في اليسار، ثم ركلة جانبية من الراكب في اليمين، وأنا أحاول فهم تفاصيل (ما يجري حولي)!! انتهى الخبز و(بقي الفول)، طبعاً تبرّعت بالخبز لدفع (مسيرة أكل الفول المشترك) للأشقاء العرب!!.

أعقب كل هذا (كأس شاي)، مع بعض الاهتزازات والمطبّات الخفيفة، الراكب على اليسار أراد التحرُّك (لمؤخرة الطائرة) لقضاء مصلحة ما!! وللأسف لم يتمكن بسبب (بعض الصعوبات)!!.

عندها نظرت إليه (بابتسامة صفراء) وقلت له: (سترة النجاة تحت المقعد) أليس كذلك؟!.

يا ليت الخطوط السعودية توقف خدمة تقديم (وجبة الفول) على الرحلات الصباحية (للمصلحة العامة) يا جماعة!!.

وعلى دروب الخير نلتقي.