لا أحد يقر العنف والقتل إلا بالحق, والعالم الإسلامي والعالم العربي أكثر المجتمعات تعرضاً للقتل والإبادة وكأن المجد لا يصنع إلا في أرضنا العربية.
الفيلم المسيء للرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم آخر أعمال الإيذاء (والتحرش) بالمسلمين، ويأتي بعد سلسلة من الأعمال التي تنفذ تحت مظلة: حرية الرأي, والحقوق الأدبية، وحرية التعبير, ومحاربة الأشرار, والتي جاءت بدءاً من أحداث 11 سبتمبر: إحراق القرآن, والرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم, وهدم وتدمير المساجد, وقتل الأبرياء في العراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين بدون مبرر وبدم بارد, والمقابر الجماعية والتشوهات والإعاقات، والتعذيب الذي مُورس ضد الأبرياء وسجنهم في ظروف غامضة وتعريتهم في سجن أبو غريب بالعراق وامتهان كرامتهم الإنسانية، وتعذيب الأطفال والنساء في السجون الإسرائيلية, جميعها مدعاة للكراهية والقتل والعنف.
لا أحد يُبرر أي شكل من إشكال العنف ضد الأفراد والجماعات والمؤسسات الدولية لمجرد أن جماعة نشرت فيلماً يسيء للدين، لكن لا يُمكن تجاهل تلك التراكمات التي ارتبطت بأحداث 11 سبتمبر وهي هجمة شرسة وبغيضة على الإسلام.
المسلمون يحترمون جميع أتباع الأديان ويحترمون الأنبياء ولا يرضون أن تمس شخصياتهم لأنهم أنبياء الله أرسلهم لهداية البشرية، وجاء ذكرهم عطراً في السيرة النبوية، ولكن يجب عدم استغلال احترام المسلمين للأديان والأنبياء بإيذائهم وقهرهم, كون الغرب يملك التقنيات الإعلامية ووسائلها العملاقة التي تصل إلى المسلمين ولا تمكِّن المسلمين من الوصول إلى الغرب، كما يجب على الغرب عدم استغلال الوضع العربي والإسلامي المتراجع ويتيح لإعلامه تحويل الإسلام إلى مادة إعلامية للسخرية والتهريج والتهكم.
هذه الثقافة البغيضة أوجدت إعلاماً كريهاً ومؤذياً تدرجت شراسته بعد أحداث 11 سبتمبر من تطاول على الرموز الدينية والإسلامية وتعريضنا كمسلمين للخطر والسخرية.
وزيرة الخارجية الأمريكية وصفت ردة فعل الشارع الإسلامي بالغوغاء، وهي تملك هذا الحق وبخاصة في ليبيا ومحاولات إحراق السفارات الأمريكية، لكنها لم تصف من قدموا الفيلم المسيء بالغوغاء. العرب والمسلمون يتعرضون في السنوات الأخيرة إلى التهكم والاستهزاء وهذا يعرضهم للخطر والأمم المتحدة لا تحميهم كما هو الحال مع اليهود والمسيحيين والديانات الأخرى.. لذا على الأمم المتحدة التحرك لحماية المسلمين من غوغاء الغرب.