|
دمشق - حلب - طهران - نيويورك - أنقرة - وكالات:
اندلعت اشتباكات عنيفة فجر امس الثلاثاء في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب، في وقت اقترحت ايران على «مجموعة الاتصال» حول سوريا ارسال مراقبين منها الى هذا البلد للمساعدة على وقف العنف. وذلك غداة يوم دام راح ضحيته اكثر من 175 قتيلاً معظمهم من المدنيين. وافاد سكان في كبرى مدن شمال سوريا ان مواجهات اندلعت في حي بستان القصر وحي الاذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية. كما اندلعت مواجهات في حي السكري حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان. واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيين لقيا حتفهما جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور. واشار مراسل في حلب الى ان بعض اجزاء حي الميدان ما زالت غير آمنة لعودة السكان. كما لاحظ المراسل وجود جثث لعدد من المقاتلين في الحي.
وفي دمشق، اشار المرصد الى ان اشتباكات تدور على اطراف حيي الحجر الاسود والعسالي مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحيين.
وفي دير الزور، شنت طائرات حربية غارات على مدينة البوكمال صباح امس.
سياسيا، اقترحت ايران على «مجموعة الاتصال» التي تضمها الى المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر, ارسال مراقبين من هذه الدول الى سوريا للمساعدة على وقف العنف، حسبما اوردت وسائل الاعلام الرسمية الايرانية. وقدم وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي، الذي تعد بلاده من ابرز حلفاء نظام الرئيس بشار الاسد، الاقتراح خلال الاجتماع الوزراي الاول الذي عقدته المجموعة مساء الاثنين في القاهرة. وكانت بعثة من المراقبين الدوليين انهت في اب/اغسطس الماضي مهمة استمرت شهرين، بناء لقرار من مجلس الامن لمراقبة وقف لاطلاق النار لم يجد طريقه الى التنفيذ.
من جهتها, طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان مساء الاثنين باحالة الجرائم التي تركتبها كل الاطراف في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وكشفت المنظمة الحقوقية عن تورط مجموعات مسلحة من المعارضة السورية في أمور ترقى إلى جرائم الحرب، بينها تنفيذ عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء. وذكرت المنظمة ومقرها نيويورك، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أنه «تبين أن مجموعات مسلحة من المعارضة قامت بإساءة معاملة وتعذيب معتقلين، ونفذت عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء في حلب واللاذقية وإدلب». وأوضحت: «ويعتبر تعذيب المعتقلين وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في النزاعات المسلحة من جرائم الحرب، وقد تكون جرائم ضد الإنسانية إذا تمت ممارستها على نطاق واسع وبشكل ممنهج».
الى ذلك, أعلن الناطق باسم الخارجية التركية سلجوق أونال امس الثلاثاء أن لواء انشق عن الجيش السوري وصل إلى تركيا ليلة الاثنين. وذكر أونال في مؤتمر صحفي بثته وكالة «الأناضول» أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي الذي وصل تركيا في وقت سابق امس تفقد الأوضاع في مخيمات اللاجئين بمحافظة هاتاي جنوب البلاد. والتقى المسؤولين المحليين، قبيل أن يغادر تركيا الى الاردن لزيارة اللاجئين هناك. وأشار المسؤول التركي إلى أن عدد اللاجئين السوريين في بلاده تجاوز 83 ألفا.
من جهة اخرى, أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن التغيير فى سورية حتمي، مشيرا إلى أن بلاده تجري اتصالات ومباحثات مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية وعلى رأسها الجامعة العربية والأمم المتحدة لوضع تصورات لسورية ما بعد بشار الأسد. وأوضح فابيوس، في مؤتمر صحفي عقده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقب مباحثاتهما امس بالقاهرة، أنه تحدث مع العربي في موضوعين، الأول الأزمة السورية والثاني القضية الفلسطينية وإسرائيل.
بدوره, قال المرشح الأمريكي السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية سيناتور ولاية أريزونا جون ماكين إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيقط في نهاية الأمر، «لكن الضغط عليه ليس كافيا حتى الآن». وذكر ماكين في مقابلة مع صحيفة «حريت» التركية امس: «يتفق الجميع على أن الأسد سيرحل، وأنا متأكد أنه سيرحل».