تتحدث وسائل الإعلام المعنية بأخبار الفيلم المسيء لأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، وما حدث من الثورة العالمية ضده، تتحدث تلك الوسائل عن دور بارز لمسلمي ألمانيا في مواجهة هذه الإساءة الرخيصة شكلاً ومضموناً.
إن المتابع لما يحدث من استنكار إسلامي وعالمي لهذا العمل ليدرك مدى مكانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفوس المسلمين والعقلاء من غير المسلمين، تلك المكانة الرفيعة المفسرة تفسيراً عملياً لقوله تعالى مخاطباً خاتم أنبيائه ورسله {ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك...} فهو مرفوع الذكر والمنزلة في الدنيا والآخرة.
في ألمانيا هبَّ المسلمون لمواجهة الزوبعة الباطلة بالعمل الإيجابي، وليس بالقول، فانطلقوا مبشرين بالإسلام، داعين إليه، موضحين من هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وإلى مَنْ بُعث، وكيف كانت سيرته العطرة المباركة.. وبرز من بين المسلمين صلاح الدين الألماني معلناً حملة في بلاده، تهدف إلى توزيع ثلاثين ألف مصحف خلال فترة زمنية قصيرة.
عمل جاد يغني عن آلاف الكلمات التي قيلت وتُقال في التنديد بهذا العمل السيئ؛ فالناس - حسب قول صلاح الدين - متوجهون إلى معرفة سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليصلوا إلى معرفة السبب الذي جعله بهذه المكانة عند الله سبحانه وعند خلقه.
هنالك مجموعات من المسلمين في معظم دول أوروبا وأمريكا يقومون بجهود كبيرة في التعريف بالإسلام مستفيدين من هذا التعطش إلى معلومات حقيقية عن دين الإسلام ورسول الله عليه الصلاة والسلام، كما في بريطانيا وفرنسا، ولكن ما يقوم به صلاح الدين الألماني وغيره من المسلمين هناك أصبح مميزاً ولافتاً للنظر.
ثلاثون ألف مصحف توزَّع في ألمانيا؛ لتضيء قلوباً مظلمة بما فيها من الشبهات والشهوات والأهواء، فكرة دعوية رائدة؛ فمائدة القرآن هي الغذاء الحقيقي لأرواح الناس وعقولهم، هذا هو سر الحركة الدعوية المباركة في ألمانيا، تلك الحركة التي لفتت إليها الأنظار.
سُئل صلاح الدين عن مدى القدرة على توفير هذا العدد من المصاحف في فترة وجيزة فقال: نحن اجتهدنا وبذلنا الأسباب الكثيرة في هذا الطريق، وسنصل بإذن الله إلى ما نريد.
كم تُظهر الأزمات والأحداث مواقف الناس ومعادنهم، وحقائق ما تُخفي نفوسهم.
إشارة: الدين الإسلامي صرح شامخ، لا تزيده معاول الحاقدين إلا رسوخاً.
