عندما نتحدث عن رمز من رموز هذا الوطن الكبير بحبه وقدسيته ومكانته وحب مواطنيه وولائهم لولاة أمرهم.. وطن أبى إلا أن يكون وطن الحب والسلام.. كيف لا وهو مهبط الوحي ومنه وفيه انبثق شعاع الدعوة المحمدية.. وطن تميز بقيادة حكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الذي وهب نفسه وجل تفكيره لهذا الوطن الكبير وأبنائه المخلصين، وطن تميز برموز يبذلون كل العطاء والجهد لخدمة هذا الوطن ليبقى مميزا بكل ما يحفظ له شموخه وسعادته، رموز حرصوا وعاهدوا الله ثم ولاة أمرهم للوصول بهذا الكيان الشامخ إلى قمة العطاء والرقي.
ورموز هذا الوطن كثيرون، كل منهم في سباق مع الولاء والحب والعطاء لنيل رضى الله ثم ولي أمر الجميع خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة.. ولن أستطيع في مقالي هذا أن أفي كل رمز من هؤلاء الرموز حقه؛ فقد يحتاج كل واحد منهم إلى مجلدات لذكر جهودهم وولائهم.. إن الحديث عن الصفوة يجعلك في حيرة كيف تبدأ وكيف تنهي، ليس الا لأن هؤلاء جعلوا من عقولهم وأفكارهم ووقتهم مرتعاً خصبا لخدمة هذه البلاد وجعلها بلاداً متميزة بكل شيء عن أي بلد في العالم، مميزاً بقدسيته وحبه للسلام والخير والبذل والعطاء..
إن هذا الرمز الذي أتحدث عنه هو من جعل جل سنينه وشبابه في معترك السياسة الخارجية.. رجل يشار إليه بالبنان في حكمته وحسن تصرفه في حل أي مشكلة من المشاكل الاقليمية والعالمية.. رجل تحامل على مرضه ولم يمنعه من أداء مهمته الجليلة في توصيل رسالة السلام لكل بقعة في العالم.. رجل إذا تحدث في أي محفل سياسي أجبر الحضور على السكوت والاحترام لأنه لم يقل كلاماً خارجاً عن إطار الأدب بل كلمة من كلماته تدل على أن هذا الرجل صادق في كل حرف يقوله، بنقل الفكرة الصادقة التي في محتواها حب السلام ونبذ كل طقوس الفرقة والتنافر وسفك الدماء نقلها عن هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الذي بتوجيهاته وحرصه على استقرار الشعوب وحقن دماء المسلمين ونبذ التطرف والخلاف بين قادة الأمة الإسلامية والعربية لكي يكتمل عقد التواصل البناء والجسم الإسلامي السليم حتى لا يكون للمغرضين والمندسين مكان في هذا الجسد.
إن هذا الرمز هو صاحب السمو الملكي سعود بن فيصل بن عبدالعزيز شخصية تبلورت فيها الثقة بالنفس التي هي سبب في ظهور الإنسان كما يجب أن يكون.. فيمتثل بالإبداع والوصول إلى قمة العطاء. فالثقة هي القاعدة الثابتة التي تنطلق معها قوى النشاط المؤثر في سيرة حياته. صاحب السمو الملكي سعود الفيصل رجل تجلت في شخصيته حبه وإخلاصه لوطنه ومليكه؛ فقد كان يجسد اهتمامات هذا الوطن بقيادة خادم الحرمين ويوصلها إلى العالم أجمع مشدداً على أن هذا الوطن وطن حب وسلام، وطن فاتح ذراعيه لكل قاصد إليه ينشد السلام.. وطن يحتضن كل مبادرة للوصول بالأمة الإسلامية إلى أمة الخير والقوة لدحر كل من تسول له نفسه التأثير على وحدتها ومقدساتها.
أسأل الله رب العرش العظيم أن يحفظ لهذه البلاد رموزها المخلصين ومواطنيها تحت راية الإسلام وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
- أبها