|
الرياض - واس:
يبدأ وفدٌ برلماني خليجي مشترك يمثل المجالس التشريعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «الشورى والنواب والأمة والوطني» برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ اليوم زيارةً رسمية إلى البرلمان الأوروبي بمقره في العاصمة البلجيكية بروكسل، في إطار دعم وتعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي.
ويضم الوفد الخليجي معالي رئيس مجلس الشورى بسلطنة عمان الدكتور خالد بن هلال المعولي، وعددا من أعضاء المجالس التشريعية من مجلس الشورى السعودي، ومجلس الأمة الكويتي، ومجلسي النواب والشورى بمملكة البحرين، والمجلس الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومجلس الشورى القطري.
وأكد معالي رئيس مجلس الشورى في تصريح له بهذه المناسبة أن هذه الزيارة التي تعد الأولى على مستوى مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأتي في سياق ينسجم مع الجهود المبذولة لدول المجلس والاتحاد الأوروبي في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين، بما يضمن تحقيق المصالح المشتركة للدول والشعوب الخليجية والأوروبية، ولإضفاء مزيد من العمق الاستراتيجي على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب تعزيز التنسيق والتعاون بين المجالس التشريعية الخليجية والبرلمان الأوروبي، وإطلاع الجانب الأوروبي على مسيرة العمل التشريعي بدول المجلس ومستوى المشاركة الشعبية في العملية التشريعية، واستعراض أبرز النتائج التي حققها الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي، بجانب النظر في وضع تأشيرات دخول مواطني دول مجلس التعاون لدول الاتحاد الأوروبي.
وعدّ معاليه هذه الزيارة ترجمة حقيقية لحرص واهتمام قادة دول مجلس التعاون على مواصلة التنسيق والعمل الثنائي لما فيه خير وأمن واستقرار المنطقة، مثمناً في الوقت نفسه ما وصل إليه مجلس التعاون لدول الخليج العربية كمنظمة لها ثقلها ووزنها استطاعت خلال 30 عاماً المحافظة على مصالح مواطني ودول المجلس، والقيام بدور ريادي إقليمي ودولي ساعد على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيداً بمستوى التنسيق والتواصل بين روساء المجالس التشريعية في دول المجلس والنتائج الإيجابية التي تحققت خلال اجتماعهم الدوري الخامس الذي عقد في جدة ومنها الموافقة على إيجاد آلية مناسبة لتوسيع مستوى التفاهم والتعاون مع مختلف المنظمات والتجمعات الدولية الكبرى على الصعيد البرلماني بما يسهم في خدمة دول وشعوب المجلس.
ورأى معاليه أن الدول أصبحت تقاس بتكتلاتها الإقليمية والجغرافية، وتكتسب مكانتها بقوة الانتماء الذي أصبح هو القوة الحقيقية المؤثرة في صنع القرار الدولي، مؤكداً أن عالم اليوم هو عالم التكتلات القوية القادرة على مواجهة متطلبات النهوض والتقدم، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تصب في صالح التجمعين المهمين الخليجي والأوروبي اللذين سيشكلان من تعاونهما في المستقبل نموذجاً يُحتذى على المستوى الدولي.
وسيلتقي الوفد البرلماني الخليجي برئاسة الدكتور عبد الله آل الشيخ خلال زيارته بعدد من كبار المسؤولين والأعضاء بالبرلمان الأوروبي، كما سيعقد اجتماعاً مع رئيس البرلمان مارتن شولز، إلى جانب عقد جلسة مباحثات مع بعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية، ولجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي، ورئيس المجلس الأوروبي فان رومبوي، والأمين العام للجهاز الخارجي بالاتحاد الأوروبي بير فيمونت، كما يعقد لقاءات ثنائية مع رئيس مجلس النواب البلجيكي اندري فلوهوت، ورئيس مجلس الشيوخ البلجيكي سابي دي بيثون.
كما يبحث الوفد خلال لقاءاته عدداً من الملفات ذات الاهتمام لمجلس التعاون والاتحاد البرلماني، تتعلق بالشأن السياسي والمستجدات التي تشهدها منطقة الخليج والشرق الأوسط والمنطقة العربية، والانتقال من مرحلة التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد، وإطلاع الجانب الأوروبي على مسيرة العمل التشريعي بدول مجلس التعاون والمشاركة الشعبية في العملية التشريعية، وبحث سبل تعزيز العلاقات البرلمانية، واستعراض أبرز النتائج التي حققها الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي، إضافة إلى مناقشة موضوعات تتصل بحقوق الإنسان والمرأة وحرية التعبير، وتأشيرات دخول مواطني دول مجلس التعاون لدول الاتحاد الأوروبي.
وتعد هذه الزيارة خطوة مهمة بعد الاجتماع الوزاري المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل في لوكسمبورج، لبحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي في شتى المجالات، وفرصة سانحة لمناقشة موضوعات مهمة من شأنها التأسيس لفتح آفاق عهد جديد من التعاون بين الطرفين، ولا سيما أن التبادل التجاري الخليجي الأوروبي بلغت قيمته 129 بليون يورو.
يذكر أن هذه الزيارة جاءت إثر موافقة رؤساء المجالس التشريعية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعهم التشاوري الرابع الذي عقد في أبو ظبي 2010م، على مقترح للجنة التنسيق البرلماني بالاجتماع بتنظيم وفد مشترك لزيارة البرلمان الأوروبي وتقييم نتائجها لما سيتبعها من زيارات، حيث رشح رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ لرئاسة الوفد وذلك خلال اجتماعهم الخامس الذي عقد في جدة خلال شهر محرم الماضي.
وكان البرلمان الأوروبي قد أصدر تقريراً في 2011م بشأن علاقات الاتحاد الأوروبي مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تضمن العديد من المؤشرات الإيجابية والرغبة لدى الاتحاد في تعزيز العلاقات مع الجانب الخليجي عبر استراتيجية تهدف لتعميق تلك العلاقات، مشيداً بمبادرات السلام والحوار بين أتباع الأديان التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -.
ونوه التقرير بالتقدم الملحوظ في العديد من الملفات المتعلقة بحقوق الإنسان والإصلاحات السياسية، مثمناً توسيع المشاركة السياسية للمرأة بالمملكة إثر موافقة خادم الحرمين الشريفين على تعيين المرأة عضواً في مجلس الشورى والموافقة لها بخوض انتخابات المجالس البلدية.