مبهج أن يكون أحد أقاربك أو أصدقائك أو أبناء بلدتك أو قبيلتك مبدعا في مجال ما، والمبهج أيضا أن تكون مسؤولا عن منبر ما وتقدم ذلك المقرب منك لثقتك أنه سيُشرفك بما لديه من إبداع؛ إذ من حقك وحقه أن يرى الناس ما يمتع به فقد قيل لفيلسوف: (أيهما تفضل: أخوك أم صديقك) قال: (أفضل أخي إذا كان صديقي) ولكن غير المبهج أن يتحول منبرك أو قناتك إلى عنصرية عمياء تقصي البعيد نسبا أو إقليمية عنه إمعانا في رغبتك في تكريس المقربين وإبعاد من سواهم.
ومن يقم بذلك بشكل دائم تجده مرة يشيد بمن لا يستحق، ومرارا - وبشكل ممل- بمن يستحق، سيجد منبره في ذيل قائمة اهتمام الغالبية من المتابعين الذين ربما تجاوزوا عن توجهه مرة أو مرتين ظنا منهم أن القريبين منه يُمنحون نفس القدر من الاهتمام الذي يحصل عليه من سواهم، ولكنهم اكتشفوا توجهه وإصراره على تكريس أسماء بعينها.
وقد نجد من يصر على تكريس من يعلم أنه في موقع مهم أو أن لديه من مطامع الدنيا وحطامها ما يدعو إلى التقرب إليه وإبرازه، ولو لم يكن لديه ما يشفع لمقدمه بتقديمه، ولأن إرضاء المتلقي هو الهدف المهم في ذهن الناشر الناجح فإن المنابر المميزة والملفتة التي تستحق المتابعة هي التي لا يكتشف متابعها توجهها لأن ميزانه دائما يميل إلى الإبداع.. والإبداع فقط.
fm3456@hotmail.com