أقيم على هامش سوق عكاظ لقاء (حواري) بين الشباب وكبار المسؤولين ذوي العلاقة بقضاياهم بقيادة سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وأحد الداعمين لحوارات الشباب وتبني لقاءاتهم بشكل منتظم على مستوى المنطقة وسمو رئيس رعاية الشباب وسمو رئيس هيئة السياحة وأصحاب المعالي وزراء التعليم العالي والإعلام والثقافة ومعالي نائب وزير التربية والتعليم. مجرد إقامة هذا الحوار وتبنيه بشكل سنوي كما أعلن سمو الأمير خالد الفيصل يعتبر إيجابياً وخطوة جيدة، كما أن إقامته بالجامعة وليس في مقر سوق عكاظ أيضاً خطوة إيجابية حيث إن شريحة الشباب يمثلهم شباب الجامعة. ولأن سمو الأمير خالد أعلن تكرار الحوار، كما أعلن في نهايته رغبته في تطوير آلياته فإننا نعتبر ذلك دعوة لطرح ملاحظاتنا حول (الحوار) الأول لعله يستفاد منها في السنوات القادمة.
أول الملاحظات تكمن في تعريف الحوار، وهل يصنف ما دار في اللقاء حواراً حقيقياً أم أن جله كان استعراض لما تقدمه الجهات المعنية وعبارة عن ديباجات خطابية أفقدت الحوار رشاقته وشبابيته المأمولة؟ باستثناء بعض الومضات القصيرة من لدن بعض المتحدثين كان اللقاء خطابياً من طرف واحد يتلو أوراقه المعدة مسبقاً.
كيف يحدث حوار وأنت تضع مسافة بينك وبين من تحاوره ولا تنظر حتى في عينيه؟ أين كان الشباب الذين نحاورهم؟ في مقدمة القاعة باعتبارهم مصدر اهتمامنا أم في نهاية القاعة وبأعداد متواضعة؟
لقد أشار أحد الشباب إلى أن عالمهم تويتر ووسائل الإعلام الجديد والمسؤولين أو بعض المسؤولين لا يعنون بما يطرحونه من أفكار في ذلك العالم الافتراضي. وقد بدا ذلك في حلقة (الحوار) حيث لم نجد السادة المسؤولين يتحدثون بعقلية الشباب التي تختصر وتوجز وتباشر الحديث وتزيل حواجز (البشوت) والمكان.
كنت أتمنى ان يتحدث الشباب أولاً وأن ينصت المسؤولون لتكون تعلقياتهم وشروحاتهم ردوداً وصدىً لما يطرحه الشباب الذين أتينا لمحاورتهم. كنت أتمنى أن ترك المجال لجميع الشباب والشابات للمبادرة بطرح آرائهم لا أن يتم اختيار عدد محدود منهم، كلماتهم بدا واضحاً بأنها معدة مسبقاً وبشكل متكلف لا يعكس هموم الشباب الفعلية بشكل مبسط.
كنت أتوقع أن الشباب سيشمل الفتيان والفتيات، لكن لم يكن حظ الفتيات سوى مداخلات معدودة متأخرة. بل كنت أتوقع حضوراً لبعض القيادات السعوديات ذوات العلاقة مثل معالي نائبة وزير التربية أو معالي مدير جامعة الأميرة نورة وكنت أتمنى أن تحضر الفتيات وقد رأيناهن حضرن ويحضرن منتديات وندوات مشابهة سواء في جدة أو الرياض أو غيرها من المناطق. كنا فعلاً سنمثل واقع الشباب، واقع العصر الراهن، واقع المستقبل.
الأمنية الأخيرة لسمو وزير التربية، رغم تقديرنا لارتباطات سموه إلا أن صفته كوزير للتربية والتعليم، الجهة المعنية برعاية جيل الشباب والشابات، كانت تتطلب حضوره. ليس تقليلاً من معالي نائبه وبقية الحضور ولكنها الرمزية التي كنا نريدها دلالة واضحة على اهتمام وزارته بالشباب وهي أهم الوزارات عناية بمستقبل أبنائنا وبناتنا...
أقدر الجهد المبذول لإخراج أول حلقات الحوار (العكاظية) بشكل متميز، لكن لنعترف بأن (الطقوسيات) الرسمية أعاقت حدوث حوار حقيقي. ونتفاءل بما هو أفضل في قادم الأيام..
malkhazim@hotmail.comلمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm