جمعتني مع رئيس الاتحاد السعودي المؤقت الدكتور أحمد عيد مناسبات رياضية عدة أغلبها خارج الوطن ..كنت أشاهده رجلا هادئا ومثقفا .. قليل الكلام .. يملك كاريزما قيادية واضحة تحمل الثقة والخبرة .. إنسان لا يحب الخطأ .. أخذت تلك الانطباعات عنه خلال جلسات الحوار والزيارات واللقاءات المختلفة ..
شخصيا أحب هذا الرجل وأقدر إخلاصه وتاريخه ونبل أخلاقه لكن من المهم جدا أن نغوص بتفاصيله العملية منذ أن تولى رئاسة اتحاد الكرة وحتى الآن.. لاسيما وأنه يعتبر التجربة الأولى في هذا المنصب خارج سياق المعتاد .. باختصار هو صورة للقادم لرئاسة هرم الاتحاد السعودي لكرة القدم..!!
استقالات وتغييرات بالجملة شهدتها اللجان بعهده .. بيانات تندد بقراراته من قبل رجال القانون داخل الاتحاد.. انهيار دور لجنة المسابقات باعتراف المصيبيح.. تعرض للتهديد عبر إقحام مشاكل الاتحاد لدى الفيفا .. !!
في قضية تأجيل مباراة الأهلي والاتحاد تقمص عيد دور من سبقوه فأخذ الوجاهة وفرض نفسه الكل بالكل ليلغي شيء اسمه لجنة المسابقات ويقرر تأجيل المباراة ولو كنت مكان المصيبيح لرمين بمفتاح باب مكتبي بالاتحاد أمام عيد وخرجت بكرامتي وكرامة أعضاء اللجنة لكن المصيبيح كان أشد حكمة من تفكيري فقرر مواصلة العمل حتى لا يحدث شرخا بالعمل عكس ماعمله قاروب وآخرون ممن حاولوا تفجير المشاكل ونجحوا قبل أن يرحلوا..!!
وقع أحمد عيد في مصيدة الدكتاتورية الإدارية وإن كنت انتقده وبشده فلأنه طاف بلدان العالم عضوا بكثير من الوفود وشاهد نجاح العالم باستقلالية اللجان واحترام النظام وتطبيق مبدأ جماعية اتخاذ القرار لكن عيد وللأسف الشديد سقط وبقوة وأدخل نفسه في دوامة لا تستحق أن تخدش صورته أمام من يؤمن بأنه ضالة محايدة للمنصب القادم..!!
صورة الاتحاد المؤقت ومشاكله أثبتت عدم وجود أرضية صلبة للعمل وأن حقل التجارب المعمول به داخل الاتحاد بزيادة ثم خفض اللجان وتغييرها وتبديل عناصرها كان فقط محاولة للضحك على المجتمع الرياضي الكروي فالانهيار الحاصل يدل أننا وصلنا لمرحلة الانهيار الإداري بعد الانهيار الكروي المزمن ..!!
نعم لا يوجد أي كفاءات يمكن الاعتماد عليها ولا يوجد إستراتيجية ولا قوانين ولا نظم تحكم العمل .. العمل يدار بالتليفون .. هاه وش رأيكم؟؟ !!
أتحدى أن يكون لقرار تأجيل المباراة المذكورة سجل محضر رسمي خاص وموقع بقرار جماعي .. إنه قرار أحمد عيد لوحده والمصيبيح أكد أنه رافض للتأجيل وعيد يقول إن المصيبيح وافق والنتيجة تؤكد : المصيبيح قال لعيد اعمل ماتريده .. عيد اعتبرها موافقة فصرح بها للإعلام لكي يحرج المصيبيح .. بهكذا عمل مضحك يدار العمل باتحاد كرة القدم المؤقت..!!
أعود لأؤكد أن علاقتي بأحمد عيد الجميلة ووقوفي معه في قضية قاروب لا يمكن أن تعميني عن انتقاده بل والقسوة عليه عمليا فهو شخصية متاحة للنقد شأنها شأن أي رئيس اتحاد وللأمانة فقد صعقني بموقفه المتعنت حتى شككت أنها فاتورة انتخابية قادمة لولا أن استعذت من الشيطان وتذكرت نظافة الرجل وتاريخه فأيقنت بإبعاد الفكرة للأبد..!!
كل لجان الاتحاد السعودي سابقا كانت تعاني من دكتاتورية القرار حيث كانت قرارات التأجيل تأتي من مكتب الرئيس بمكالمة تليفون دون معرفة أعضاء لجنة المسابقات سوى عبر الصحف أو بمكالمة من طرفي المباراة المؤجلة .. كان الأمر أشبه بالانتحار العملي التنظيمي الذي مقتناه .. هاهو عيد يعيده ..!!
لا يعنيني شخصيا التأجيل ولا يعنيني اسم الناديين بل تزداد قناعتي يوما بعد آخر بأن كرة القدم وجدت بالسعودية لإلهاء الشباب وليست لبناء مؤسسة كروية تضاهي المؤسسات المنظمة بالعالم إن مشاكلنا هي أتفه مشاكل بالعالم ولو عرضناها على خبير كروي بالتنظيم لقال : ياحليلكم وشلون عايشين..!!
قبل الطبع :
القائد الناجح لايتجرأ على إيذاء مساعديه..!!
msultan444@hotmail.comhttps:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر