يلاحظ على الكثير من الردود حساسية بعض المسؤولين الحكوميين مما تكتبه الصحافة من ملاحظات تتعلق بأعمال إدارتهم وكيف أن هذه الملاحظات إما أن يتم إغفالها من قبل بعض الجهات أو يتم الرد عليها بطريقة تأخذ منحى التفنيد أو النفي لما ذكر.. والواقع أن هذا الأسلوب في التعامل السلبي مع آراء المواطنين فيما يتعلق بالخدمات المقدمة لهم هو الأسلوب الشائع والتقليد المألوف في كثير من الردود وبخاصة تلك التي تصدر عن بعض إدارات العلاقات العامة ومن بعض فروع الوزارات في المناطق، والتي لا يجد الكاتب في ثناياها ما كان ينشره من التفاعل الإيجابي بل قد يجد الكاتب نفسه متهماً في بعض الأحيان بعدم تحري الدقة وأنه يستقي معلوماته من أحاديث المجالس، وهناك جهات تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك في تحاملها على الكاتب فتظهره وكأنه يتجاهل ما وفرته الدولة وفقها الله من إمكانيات وما تبذله من جهود متواصلة من أجل الوطن والمواطن، مع أن الكاتب أو هكذا يفترض أن تكون ملاحظات كل كاتب موجهة في الأساس إلى أداء المسؤولين التنفيذيين وما يعتري هذا الأداء من ضعف أو تقصير، أي أن التقصير في نظر من يكتبون وأنا منهم لا يأتي من قبل الدولة المباركة التي توفر سنوياً لكل قطاع من قطاعات الخدمة في موازنتها العامة ما يلزمه من اعتمادات في حدود الموارد العامة، ولو أن الجهات التنفيذية المسؤولة عن إنجاز الأعمال وتقديم الخدمات أحسنت استغلال كل الإمكانيات التي وفرتها الدولة لها بالشكل الصحيح ولو قام كل موظف وكل مسؤول بالدور المطلوب منه كما يجب لانعدمت أكثر الملاحظات ولتغيرت الصورة إلى ما يقارب الكمال ولانتهت الحاجة إلى الكثير والكثير جداً من الكتابات التي وإن لم تحقق كل الفائدة فإنها لا تخلو من أي فائدة فالكتابات لاشك أدوات إصلاح لا غنى عنها حتى مع وجود الحساسية ضدها من بعض المسؤولين هداهم الله.
محمد الحزاب الغفيلي