بعض المصطلحات التي جرت بالممارسة على ألسنة الناس ما يتعلق بغذائهم ودوائهم، وبكثير مما يستخدمونه في حياتهم لحظة بلحظة..
منها المصطلح الشائع والحيوي، المتعلق بصحتهم وسلامتهم وراحتهم، المسجل بالتاريخ اليومي والسنوي، وعلى ألسنتهم يجري: «منتهي الصلاحية»، أو الموشك عليها, أو الممتد بها..
وهو يمكن أن يتناسب استخداماً مع مفاهيم الناس في هذا العصر؛ فيستخدم لكل أمر فيه، حتى تصل دلالته البعيدة والعميقة للغالبية العظمى من الناس..
إذ إن الحمية الجاهلية منتهية الصلاحية؛ لذا ليس على الناس أن تتكتل في مجموعات ضد أُخَر، ولا أن تحتمي بفئة، أو بمذهب، أو بهوية، دون الأخرى, فتنقلب الأرض جحيماً بين البشر.. ذلك لأن هذا سلوكٌ منتهي الصلاحية.. تحديداً في الوقت الذي تتعالى فيه، بل تتصارخ الأصوات بادعاء الوعي، والعصرنة..
وهو عصر انتهت فيه كثير من صلاحيات العصبية, والطائفية، والمذهبية، بل كل هذا انتهت صلاحيته منذ بدأ عصر النور، والوعي، والاحترام للإنسان، وتقدير الخلافات، وتهيئة الحياة للصلاح, والأحياء للفلاح، والحث على عمارة الكون، والتسابق للعمل، والاجتهاد في الإنجاز حتى آخر فسيلة في يد..
عصر الإسلام دين السلام، منذ نزل كتاب الله العزيز، وظهر محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، ذو الخلق العظيم، وأظهر دينه، ونشر قيمه، ومبادئه..
فكانت المعاهدات, والجزية، والحث على حسن التعامل.. والتجاور، والمعاملات.. {لكم دينكم ولي دين}..
فالجفوة بين الناس، أقارب أو أباعد، مع أو ضد, محبين لهم أو كارهين لهم، بأي ميول عوجاء، لا تتوافق ولا تتناسق مع مفهوم احترام الحريات، والقبول بالاختلاف، والتقدير للحياة، إنما هي «منتهية الصلاحية» تماماً مذ ذلك العهد النقي المشرق؛ حيث حُدت الحدود، ونُظمت الحريات، وقُيِّدت التصرفات، حتى في أدق مسالك البشر بينهم وبين بعضهم في نطاقاتهم الخاصة، والعامة، الأفراد، والجماعات.. وعلى أوسع المدارات والنطاقات على الأرض..
فما بالهم يتراكضون بالأعين، وبالنظارات، وبالمكبرات لقراءة تاريخ صلاحية المنتج الذي يستخدمونه كيلا يمرضوا، أو لا ينتفعوا.. ويضيفوا هذا إلى وعيهم، وتحضرهم، ومعارفهم، وعلمهم..!!
بينما هم يمرضون كل يوم..
وتذهب فائدة حياتهم على مدار الساعة..
ويجهلون كثيراً..
ويمرضون بشدة..
ويتخلفون ملايين الخطوات..
لأن كثيراً من مسالكهم منتهية الصلاحية..؟
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855