|
عواصم - علي فراج - عبد المنعم الجابري - بلال أبو دقة - فرح التومي - وكالات :
تواصلت موجة التظاهرات الغاضبة أمس الجمعة لليوم الرابع على التوالي في أنحاء العالم احتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ففي تونس قتل متظاهران على الأقل وأصيب 40 شخصا آخرون بجروح في صدامات دارت عند مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة التونسية أمس الجمعة أثناء تظاهرة احتجاج عنيفة على فيلم مسيء للإسلام انتج في الولايات المتحدة. واحرق المتظاهرون أيضاً مباني تابعة للمدرسة الأمريكية بتونس القريبة من مقر السفارة. وتمكنت قوات الشرطة معززة بقوات من الحرس الوطني والجيش ومدرعات، بعد ثلاث ساعات، من صد المتظاهرين المسلحين بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقد استخدمت في صدهم الغاز المسيل للدموع.
أما في العاصمة السودانية الخرطوم فقد قتل متظاهران اثنان الجمعة في اشتباكات دارت أمام السفارة الأمريكية في الخرطوم بين محتجين على بث فيلم مسيء للإسلام وقوات الأمن التي استخدمت القوة لمنعهم من اقتحام مبنى السفارة، كما أفاد شهود عيان. وقد رشق المتظاهرون السفارة الألمانية وسفارة بريطانيا قبل ذلك بالحجارة وحاولوا كسر السياج الخارجي لهما، ما دفع الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لمنعهم من دخول المبنيين.
وفي شمال لبنان, قتل متظاهر أمس في مواجهات في طرابلس بين قوى الأمن وإسلاميين قاموا سابقا بإحراق مطعم أمريكي للوجبات السريعة احتجاجا على الفيلم المسيء فيما أصيب 25 شخصا بجروح، حسبما أفاد مسؤول في أجهزة الأمن.
كما شارك نحو ألفي إسلامي أمس في تظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن وسط العاصمة الأردنية عمان وأخرى للتيار السلفي الجهادي قرب السفارة الأمريكية احرقوا خلالها أعلام الولايات المتحدة.
وفي قطاع غزة, نظمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي ظهر الجمعة تظاهرات حاشدة في كل محافظات القطاع.
أما في مصر, فسدت السلطات المصرية الطريق إلى السفارة الأمريكية أمس في الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات بين المحتجين والشرطة. وتظاهر عشرات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير بوسط القاهرة وفي ميادين عدة في محافظات أخرى إضافة إلى ساحات المساجد الرئيسية بالمدن المصرية. واعتبر الرئيس المصري محمد مرسي أمس في روما ان الفيلم المسيء للإسلام يشكل «عدوانا» و»يحول الانتباه عن المشكلات الحقيقية في الشرق الأوسط» مدينا في الوقت نفسه أعمال العنف التي آثارها في المنطقة.
وقال الرئيس المصري اثر لقاء مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو «لا يمكننا قبول هذا النوع من التعدي، وهذه المحاولات لبث الفرقة. هذه الأفعال غير المسؤولة لا تجلب أي خير وتحول الانتباه عن المشكلات الحقيقية، مثل سورية والفلسطينيين وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
من جهته, اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس في يالطا (جنوب أوكرانيا) ان الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام «استفزازي» لكن لا يمكن ان يبرر أعمال العنف التي آثارها في العديد من دول الشرق الأوسط والمغرب. وأضاف اردوغان في كلمة أمام مؤتمر «يالطا يوربيان ستراتيجي» ان «الفيلم الذي يهين الإسلام والرسول الكريم عدائي واستفزازي» لكن «ذلك لا يمكن ان يبرر الإساءة إلى أبرياء أو التعدي عليهم. لا شيء يبرر ذلك وخاصة في الإسلام».
وفي اليمن, أغلقت قوات الأمن اليمنية الشوارع المحيطة بالسفارة الأمريكية في صنعاء أمس تحسبا لوقوع أعمال عنف احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام وذلك بعد يوم من اقتحام متظاهرين مجمع السفارة واشتباكهم مع الشرطة. وتجمع مئات عند مسجد قريب من السفارة لأداء صلاة الجمعة حاملين لافتات ومرددين هتافات ضد الفيلم. وكتب على إحدى اللافتات «الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل» وطالبت برحيل السفير الأمريكي. وأطلقت قوات الأمن اليمنية طلقات تحذيرية واستخدمت مدافع المياه لتفريق مئات المحتجين قرب السفارة الأمريكية وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس مقتل أربعة مدنيين يمنيين وإصابة 38 آخرين, وعشرة من أفراد الأمن المكلفين بحماية السفارة. وفي نفس الإطار ذكر البنتاجون إن مجموعة من جنود مشاة البحرية من فرقة مكافحة الإرهاب أرسلت إلى اليمن لتعزيز الأمن في السفارة الأمريكية وأنها موجودة الآن على الأرض في صنعاء.
ونزل حوالي عشرة آلاف متظاهر أمس إلى شوارع دكا احتجاجا على الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام، وقام بعضهم بإحراق العلمين الأمريكي والإسرائيلي وحاولوا الاقتراب من سفارة الولايات المتحدة. وتجمع المتظاهرون عقب صلاة الجمعة في جامع بيت المكرم وهو الأكبر في البلاد مرددين «الله اكبر» ودعوا إلى «قطع يد اليهود السوداء» وقالوا «لن نقبل أي إهانة لنبينا العظيم». وتظاهر نحو 500 إسلامي أمس في جاكرتا احتجاجا على الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام الذي تسبب في إثارة أعمال عنف في عدة بلدان إسلامية معتبرين انه «إعلان حرب». واعلن الناطق باسم حزب التحرير الإسلامي الذي دعا إلى التظاهر ان «هذا الفيلم يهين نبينا، إننا ندينه، انه إعلان حرب».
ومساء الخميس, تجمع حوالي خمسمائة متظاهر الخميس قرب السفارة الأمريكية في مدينة الكويت احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام. وتجمع المتظاهرون على مسافة حوالي خمسمائة متر من السفارة بعدما منعتهم قوات من الشرطة التي انتشرت بكثافة في الموقع من الوصول إليها. وانضم خمسة نواب إسلاميين إلى المتظاهرين للمطالبة بطرد السفير الأمريكي.
وفي أعقاب تلك المظاهرات تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس بأن بلاده لن تدخر جهدا في حماية الأمريكيين بالخارج مؤكدا أن الدول المضيفة يجب أن توفر الأمن للبعثات الدبلوماسية. وقال أوباما «سنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية الأمريكيين العاملين بالخارج سواء كان ذلك يعني تشديد الإجراءات الأمنية على مقراتنا الدبلوماسية أو التعاون مع الدول المضيفة - التي عليها التزام بتوفير الأمن - والتأكيد على أن العدالة ستلاحق كل من يلحق ضررا بالأمريكيين.» جاءت تصريحات أوباما خلال مراسم أقيمت بمناسبة عودة جثث الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا في الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية يوم الثلاثاء الماضي.