كتبت قبل سنوات مقالاً في هذه الصحيفة عنوانه: (عيد لا طعم له) بينت فيه أن العيد مناسبة عظيمة ليظهر الاجتماع في أرقى مستوياته، وهو اجتماع أعظم من اجتماع الجمعة ولذا شرعت في فضاء أوسع وأفسح. فقد كان النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يخرج في الفطر والأضحى إلى المصلّى كما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رَضِي اللهُ عَنه، والمصلَّى هو عبارة عن صحراء فسيحة قريبة من المدينة النبوية الصغيرة آنذاك ولم يفعلها النَّبيّ الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم في مسجده مع كون الصلاة في مسجده تعدل ألف صلاة، ونقلت عن فقهاء الأمة كابن قدامة وابن عبد البر وغيرهما أن العيد لا تُصلَّى في المسجد إلا من ضرورة، وإنه لا ضرورة الآن في كثير من البلدان وكثير من الأحوال إلى أن تقام صلاة العيد في الجوامع؛ بل أحدث هذا إشكالاً إذ خصصت بعض الجوامع دون بعض فضاقت كثير منها عمن جاءوا للصلاة وقد شاهدته بنفسي وفي الوقت نفسه شاهدت مصلَّى العيد الأساسي لم يكتمل نصفه!!
إنني أناشد وزارة الشؤون الإسلاميَّة بل وأناشد سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء للمحافظة على شعيرة صلاة العيد على هيئتها المشروعة، وإذا كانت مصليات الأعياد لا تكفي ولا سيما في بعض المدن فهناك حل أراه جديرًا بالدراسة وهو الاستفادة من الحدائق العامَّة، حيث تتميز بسعتها ووجود مواقف السيَّارات بجانبها كما أنها جميلة، حيث المساحات الخضراء يمكن الصلاة عليها ولو بغير فرش، وتهيئتها بالصوتيات والفرش وغيرها سهل جدًا ولله الحمد في العصر الحاضر، ويمكن التعاقد مع مؤسسات أو شركات توفر ذلك بإشراف وزارة الشؤون الإسلاميَّة وهذا يختصر لنا كثيرًا من التكاليف في إنشاء المصليات.
* أستاذ الفقه في جامعة القصيم