|
كان التصور الشائع أن العبقرية الفنية في الأدب أو الشعر، أو ما يُعرف بالإبداع الفني، ما هي إلا ترجمة لحالة غريبة تتلبس الإنسان، وتسبب له الإلهام.
وكتاب (الإبداع ذروة العقل الخلاق)، تأليف أنس شكشك، يكشف حقيقة الإبداع؛ حيث يقول: المبدع لا يختلف في طبيعته ونوعيته عن الآخرين؛ فكلٌّ قادر على أن يكون مبدعاً لو عرف الطريق إلى قدراته.
كل إنسان إذا حصل على معارف كثيرة، وانتبه، وفهم، وأراد أن يبتكر فهو مبدع، وعلى هذا الأساس فإن الطالب والعامل والعالم مبدع ضمن حدود، فالإبداع هو النفس كلها والإنسان كله؛ إذ يقفز بالمعارف والعلوم والفنون والأدب قفزة جديدة؛ فالتقدم الإنساني بكامله مدين للإبداع، والحضارة والثقافة إبداع دائم.
ويقول المؤلف: عرَّف (تورانس) الإبداع بأنه عملية وعي بمَوَاطن الضعف، وعدم الانسجام والنقص بالمعلومات والتنبؤ بالمشكلات والبحث عن حلول وإضافة فرضيات واختبارات وصياغتها وتعديلها باستخدام المعطيات الجديدة؛ للوصول إلى نتائج جيدة لتقدم الآخرين.
ويتناول الكتاب في فصول عدة مسألة الإبداع على أنه قوة كامنة في ذات الإنسان، لكنها بحاجة إلى رعاية وعناية؛ لكي تتحول هذه القوة الكامنة إلى قدرة متفجرة متنامية ومستمرة في كل الأحوال والظروف.
الكتاب يتضمن دراسات عديدة وأبحاثاً متعددة، يحاول المؤلف أن يلخصها ضمن عرض موضوعي رصين علمي دقيق.