راهن كثيرون على فشل تعليم المرأة السعودية في بداياته من منطلق: كيف يتم تعليم جيد في بلد محافظ لا يقبل أبناؤه ولا قيادته الاختلاط في التعليم..!، ولكن تعليم المرأة السعودية سار وحقق معادلة نجاح باهرة، وقدمت المملكة (تجربة نفخر بها): نجاح تعليم المرأة مع حفاظها على قيمها وحجابها، حيث انطلقت (السعودية) من هودج الجمل وخيمة الصحراء إلى رحاب العلم وارتدت (روب الجامعة) ورأينا مخرجات هذا التعليم: مديرات جامعات، ونائبات وزراء، ووكيلات وزارات، وطبيبات ماهرات، وأديبات مبدعات.
***
وقد كان تاج ما وصل إليه تعليم المرأة: قيام واحدة من أكبر الجامعات النسائية في العالم (جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن) بصرحها الشامخ ومدينتها الجامعية، وقد أبهرت مبانيها وتجهيزاتها من حضروا حفل افتتاح خادم الحرمين الشريفين لها.. وكان الأهم من كل ذلك تلك الكفاءات النسائية التي عملت فيها بدءاً من إدارتها عندما تولت سمو الأميرة الفاضلة د/ الجوهرة بنت فهد كأول مديرة لهذه الجامعة فأبلت في مرحلة التأسيس بلاء حسناً، ثم أعقبتها معالي د. هدى العميل التي انطلقت بها في خطوات تطويرية موفقة.
ولعل المفرح أن هذه الجامعة تضج بالكفاءات السعودية من عضوات هيئة التدريس وقيادات إدارية، وموظفات وعاملات وكلها من تراب هذا الوطن الغالي ونتاج أرضه.
***
هذه الجامعة الوليدة بحاجة إلى مؤازرتها والوقوف معها فهي توفر أرقى أنواع التعليم في مدينة جامعية حديثة وفي ظل تجهيزات متكاملة والأهم على أيدي كفاءات سعودية قديرة وأكاديميات أخرى متميزة تستعين بهن الجامعة.
من هنا ليس مقبولاً أن تواجه هذه الجامعة بالنقد غير الموضوعي بسبب قرار لا علاقة لها به وهو (فصل المحاضرات) وأنا ضد فصلهن وأول ما قرأت ما نشر شعرت بالغضب كما د. عزيزة المانع عندما كتبت عن ذلك، ولكن عندما تبين الأمر فقد كان المنطقي ألا يوجه النقد للجامعة فهذا تم من قبل المؤسسة المتعاقدة مع جامعة الأميرة نورة لتشغيل السنة التحضيرية التي تم الاتفاق عليها وفق عقد التزمت به الأطراف وقد كانت مديرة الجامعة شفافة في توضيح الأمر عندما صرحت بقولها: (الفصل الذي حدث لمعلمات السنة التحضيرية ليس له علاقة بتاتاً بالجامعة، فمن وظّف المعلمات هو من قام بفصلهن من الجامعة، حيث تعود تفاصيل توظيفهن إلى الاتفاق مع الشركة والجامعة الأجنبية المشرفة على السنة التحضيرية بالجامعة).
فلماذا يوجه النقد لهذه الجامعة ولإدارتها.. إن النقد هنا يكون غير منصف ونحن جميعاً نطالب بحل مشكلة المحاضرات المفصولات.. وقد بدأت الجامعة تعاونها وحرصها على توفير فرص العمل لهن لهذا لا يصح أن نلوم جهة ليس لها علاقة بذلك.
وأمر آخر من شأنه تشويه صورة الجامعة وذلك بما طرح عن (اختلاط بالجامعة) بدخول أعضاء هيئة تدريس على الطالبات وقد أوضحت الجامعة أن هذا لم يحدث والغريب أن هذه المسألة تناقلها البعض بمواقع التواصل الاجتماعي وكأنها حقيقة والجامعة وقتها لم تبدأ الدراسة فيها بعد..!، وكم كانت الداعية المعروفة بغيرتها د. رقية المحارب عندما أكدت وقالت (من متابعتي الشخصية لإدارة الجامعة تأكدت أن ذلك لا يسمح به) إن مسؤولات الجامعة من هذا الوطن وهنّ أحرص الناس على الالتزام بقيم أبناء وبنات هذا الوطن وتعاليم دينه.
تحية لهذه الجامعة المفخرة، ومزيداً من النجاح والعطاء.
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi