سجلت (الإحساء) مساء أمس الأول (الاثنين) رقمين قياسيين جديدين (حتة وحدة)، ما شاء الله ولا قوّة إلاّ بالله عيني باردة على الإحساء وأهلها الطيبين، فكسر الأرقام القياسية على (موسوعة غينتس) بات مهارة (حساوية)..!.
المهندس (طلال عمر) ممثّل الموسوعة العالمية في المنطقة أصبح يعرف (طريق الهفوف) جيداً، لاسيما بعد تسجيله عدّة (أرقام سابقة) كان آخرها أعلى نافورة في العالم، والتي تم تدشينها هنا في الإحساء بطول (73.1 متراً) متفوّقة على (النافورة الأمريكية الراقصة) التي تم كسر رقمها القياسي السابق، ولكن بحمد الله (نافورتنا) ليست كأيّ نافورة تفاعلية راقصة في العالم فهي نافورة (تدق أصبع بالألوان)..!.
(خمس سنوات) من الجهد والتخطيط لإنجاز الحدث، إضافة إلى أكبر (جرّة فخارية) في العالم بطول (6.25 أمتار) وعرض (3 أمتار) وزنة (2400 كلغ)، هذه المنجزات احتضنها (منتزه الملك عبد الله البيئي)، وهنا قد يختلف البعض حول أهمية تسجيل مثل هذه الأرقام القياسية ومدى جدوى ذلك وفائدته، خصوصاً بعد تسجيل أرقام سابقة لأعمال تراثية وجمالية، انتهت معالمها بانتهاء مناسبات التسجيل فيها..؟!.
وبرأيي أنه في كلِّ الأحوال ما تم تحقيقه في الإحساء سابقاً وحالياً هو مفخرة وإنجاز سعودي، إضافة إلى أنه يترك الباب مفتوحاً أمام المحافظات الأخرى التي تمتلك مثل هذه (الثقافة الحرفية والتراثية الجميلة) لمحاولة البدء بمثل ما بدأ به (أهل الإحساء) سابقاً، سجّلوا أرقاماً قد تكون غير باقية مثل (أكبر سلّة خوص) وبعض الأرقام التي جعلت اسمهم معروفاً عالمياً، واليوم هم يقدمون معالم ستكون باقية وشاهده لتطوُّر هذه المحافظة..!.
في كل منطقة ومحافظة هناك بذرة للتحدِّي والمنافسة، هناك مبدعون يستطيعون أن يصنعوا شيئاً يُبقي أسماءهم محفوظة في الذاكرة، خصوصاً وأنّ لدينا معالم وأفكاراً تراثية ومهناً وحرفاً يمكن أن تطوِّر ويُعاد تأهيلها لتطرح كمشاريع منافسة على غرار ما قام به (أهل الإحساء)..!.
قد يكون الاتكال على البلديات والأمانات هو سبب غياب مثل هذه المشاريع والأفكار، ولكن بكل تأكيد (عزيمة الأهالي وتكاتفهم) على النجاح والحفاظ على التراث والموروث، سيُحرج أصحاب القرار في هذه الأمانات والبلديات من أجل المساندة والاعتراف به، بل والمنافسة في صنع (معلم جديد) و(رقم جديد)..!.
إنّ أي إنجاز يسجّل في (الإحساء) بهذه الطريقة تُشكر عليه الأمانة والبلدية والجهات الراعية والمنفّذة بلاشك، ولكن التفوُّق والفضل فيه (للأهالي أولاً) الذين جاهدوا ونافحوا وحدهم منذ (سنوات طويلة)، من أجل نحت اسم مدينتهم على القائمة العالمية للأرقام القياسية..!.
وهنا التحدِّي والفرق الذي يجب أن نراه في كل منطقة..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com