في بداية كلِّ عام دراسي يتلقّى الطلبة والطالبات سؤالاً يتكرر تقريباً كلّ عام دراسي كيف قضوا إجازتهم الصيفية، ويبدو إنني سأتخيّل بأنّ هناك من يسألني وأجيب، لأنّ لديّ أمراً مؤرقاً أود الحديث حوله..
ولأنّ الأماني والأحلام ليس من السهولة إحالتها إلى واقع معاش، مصداقاً لقول الشاعر (ما كل ما يتمنى المرء يدركه ....)، فقد وجدت نفسي في ذروة هذا الصيف في مدينة الرياض، حيث يصبح الصيف هناك قطعة من جهنم، تبارك الخالق..
وقد قررت التوجُّه إلى الطائف، هو في الحقيقة لم يكن قراراً اختيارياً تماماً ولكن تحت وطأة أكثر من ظرف دفعني هذا إلى اختيار الطائف، فلتكن إذن فرصة سانحة للدخول في تجربة واقعية لسياحة داخلية.
في ذاكرتي من الطائف أغنية قديمة عرفتها مذ عرفت نفسي (يا مسافر على الطايف طريق الهدا - أبو بكر سالم)
حين أتحدث عن تجربتي، سوف تكون مدرجة ضمن ما يلي:-
الحجز والبحث عن سكن هناك.
خدمات الإرشاد السياحي.
البنية التحتية (الأرصفة والشوارع نموذجاً).
النقل المتاح للمواطنين والمقيمين والسيّاح.
الخدمات الحكومية وأهمها النظافة - نظام المرور.
بسم الله وبه نستعين، أتحدث بداية عن الحجز: بحثت عبر الموقع الدولي للحجز (بوكنق كوم) في كل مرة يظهر لي فقط فندقان خمس نجوم والباقي فنادق مكة. سألت إحدى الصديقات وهي من سكان الطائف، أرسلت لي أرقاماً لثلاثة مواقع لشقق مفروشة، فقد قررت البقاء لمدة تقارب الشهر زماناً، وقد صادف ذلك شهر رمضان، أجريت مهاتفات مبدئية ثم وقع اختياري على أحدها، كان رقم جوال، توجّست خيفة ثم صدقت هواجسي بعد ذلك لم يَعُد يجيب، أصبح الجوال معطلاً ! لعلّ أحدكم يقول هذه ليست عقبة، حسناً، ليست عقبة لكن لا تستعجلوا الأحكام..
فيما يختص بالحجز قال لي أحد العارفين لا تتعبي نفسك، أنت في السعودية، تسافرين وستجدين سكناً ميسراً !
في بداية الرحلة، رافقني أحد محارمي، شاب صغير لم يتجاوز السادسة عشرة كنت سعيدة به لكنه سرعان ما قرر العودة إلى الرياض، إلى أقرانه، وهكذا بقيت هناك برفقة والدتي - حفظها الله -.
رغم أنّ التفاؤل أمر محمود إلاّ أنني لم أستبشر خيراً منذ أن هبطنا في المطار ووقفنا خارج البوابة بانتظار تاكسي! كان هناك طابور من التكاسي، لكن العبرة بما تحويه هذه العقول وليست ما تحويه الطوابير، سألنا عن تاكسي لتوصيلنا إلى شقق قريبة 10 دقائق فقط عن المطار (80 ريالاً) هذا ما أفادونا به فهم لم ولن ينتظروا بجانب المطار كل هذا الوقت مجاناً ! ما بين مفاوضات ومداولات حتى انتهى الأمر بتخفيض عشرة ريالات، فقط لحفظ ماء وجوهنا وحسب!، (يتبع ...).