البيان الذي صدر من وزارة التعليم العالي، بخصوص الجدل الدائر حول الاختلاط بجامعة نورة بنت عبدالرحمن، جاء أسرع مما كان يتوقع الكثيرون، وربما كان البعض يراهن على أن تظل الوزارة صامتة، كعادتها في مثل هذه المواقف. أما قراءة المراقبين للشأن الجامعي لهذا البيان، فلقد أخذت اتجاهين:
- الاتجاه الأول، أن الجامعة لم تتريث لتحلل الجدل الدائر تحليلاً موضوعياً، بل انجرفت وراء العناوين المتباكية أحياناً والمهُدِّدة أحياناً أخرى، فأرادت أن تقطع الطريق على البكاء والتهديد، بقولها: « سياسة الوزارة ترتكز على الالتزام بالمبادئ والقيم الإسلامية «.
- الاتجاه الثاني، أن الجامعة أغلقت الطريق على أية فرص مستقبلية للحوار بينها وبين منتقديها من المحبين أو الكارهين.
و لو كانت تريثت، ولم تصدر بياناً صحفياً، بل دعت لحوار موسع، يشارك فيه الجميع، وتُطرح فيه كافة الآراء، لتمَّ الخروج برؤية تحفظ للمخلصات في الجامعة جهودهن، وتكشف المقصرات ومن وراء المقصرات ! في النهاية، يجب أن تبقى جامعة نورة بنت عبدالرحمن صرحاً شامخاً من صروح العلم والتعليم، تسجل فيه فتياتنا ونساؤنا إنجازاتهن الفكرية والعلمية، لكن هذا لن يجعلها فوق النقد والانتقاد، كما لن يعطيها حصانة من المساءلة في أي فساد كان أو سيكون.