كم نشعر بالسعادة ونحن نرى هذه الزهور النضرة العطرة وهي تنطلق سائرة على قدمين طاهرتين رقيقتين من البراءة والأمل في مستقبل مشرق، تنطلق محملة بمشاعر صافية نقية نحو المورد العذب الذي تتوجه إليه ،وفي أذهانها الصافية صورة ذهنية جميلة رسمها الآباء والأمهات في أذهان تلك الزهور النضرة العطرة لذلك المورد العذب.
فلذات الأكباد من أبنائنا وبناتنا هم تلك الزهور التي تنتقل من تربة المنزل والأهل التي نبتت وسقيت ونمت فيها إلى تربة جديدة في المدرسة التي تختلف عن المنزل في أمور كثيرة، انتقلت لتواصل نموها في أجواء أخرى وتربة أخرى.
يرسم الأهل -عادة- صورة ذهنية جميلة للمدرسة ليقنعوهم بالذهاب إليها، وتتألق هذه الصورة في أذهان الأولاد التي ينشط فيها الخيال نشاطا ملحوظا، وهذا شيء جميل حتى تتفتح قلوب تلك الزهور للبيئة والتربة الجديدتين وتواصل فيها نموها ونباتها كأحسن ما يكون النمو والنبات، ولكنه من جانب آخر قد يكون مضرا بنفسيات تلك الزهور إذا لم يكن واقع المدرسة منسجما مع تلك الصورة الذهنية المشرقة الموجودة في أذهان الأولاد.
ما زلت أذكر ابناً لصديق رجع من المدرسة في اليوم الأول وقد فقد فيها ملامح تلك الصورة الجميلة التي رسمها والداه في ذهنه وأبى أن يذهب إلى المدرسة بإصرار لأنه سمع من أحد المعلمين كلاما قاسيا حينما تردد في الجلوس على المقعد في قاعة الدرس.
يحسن بالأهل أن يكونوا واقعيين في الحديث عن المدرسة وأجوائها حتى لا تحدث الصدمة ،أما المدرسة فمسؤوليتها أعظم في هذا الجانب إذ يجب عليها أن تعنى بنفسها بناء وجوا دراسيا وترفيها وأخلاقا حسنة للمسؤولين والمعلمين فيها.
إن الاستقرار النفسي من أهم عوامل النجاح في العملية التربوية التعليمية.
إذا استشعرت المدرسة هذا المعنى المهم معنى (الأولاد الزهور) أدركت أهمية الانطباع الأول الذي تأخذه هذه الزهور عن بيئتها وتربتها الجديدتين.
اللهم احفظ زهورنا ووفقها وأنقذ زهور أحبتنا في الشام من ذلك الطاغية الذي يدوسهم بدبابات الغدر والجور يا رب العالمين.
إشارة... إن من يقتل الزهور سيلقى ÷ من عقاب الرحمن أقسى العذاب