فاصلة:
(مهما كانت الحُفر كثيرة في طريق النهر فإنه يصل إلى البحر)
- حكمة صينية -
قبل أكثر من عشر سنوات كنتُ والشيخ عبدالعزيز القاسم في ضيافة برنامج إضاءات مع الزميل تركي الدخيل في إذاعة mbc-fm، قبل أن يتحول إلى قناة العربية، ربما ولأول مرة يتم نقاش حول الاختلاط وحقوق المرأة السعودية في بلدها، وقد كان الهجوم كاسحاً من قِبل الجمهور المستمع على تفريقنا بين الاختلاط المباح والخلوة.
أتذكر هذه المقابلة وأنا أقرأ في «تويتر» حجم الحملة التي نظمها البعض لمحاولة تشويه جامعة الأميرة نورة أكبر جامعة نسائية في العالم.
أستطيع القول إن صحفنا المحلية هذه المرة استطاعت أن تدير الأزمة بحكمة؛ فلم يُنشر هذه الفترة أي مقالة أو خبر سلبي عن جامعة الأميرة نورة؛ لأنه سوف يُستغل لصالح الهجمة الشرسة.
لن أتحدث عن المشاكل الإدارية في الجامعة، إنما عن الهجوم على الجامعة، الذي أراه غير منطقي؛ لأن الأستاذ الجامعي الذي يدرّس الطالبات في القاعة، وتم الاعتراض عليه، لا يختلف مطلقاً عن دراسة الطالبات في كلية الطب.
واللواتي استقلن من عملهن في الجامعة لأجل الاختلاط يمكنهن العمل في أي قطاع نسائي بالكامل؛ فهي حريتهن الشخصية، لكن لا يحق لهن استغلال هذا القرار لأجل تأليب الناس على الجامعة.
فالعاقل يعلم أن أي قرار لشخص ناضج هو نتيجة تغليب المصلحة الشخصية للفرد نفسه، إلا فيما يتعلق بمصلحة عامة كبرى لا أظنها تتشابه أبداً مع الاختلاط الذي هو موجود في المجتمع، شئنا أم أبينا.
مشكلتنا الأساسية التناقض؛ فبينما نثور لأجل أستاذ يخاطب مجموعة من الطالبات ها هن الفتيات في شبكة تويتر والفيس بوك يتخاطبن مع الرجال فيما يمكن أن يكون أخطر؛ حيث لا يمكن لأي رقابة أسرية أن تفلح ما لم تكن الفتاة والشاب تشربا القيم، ونما لديهما وعي ديني صحيح.
والأبواب المغلقة أخطر بكثير من الأبواب المفتوحة؛ لأن بكتيريا الفساد تنمو في الظلام.
ستمر العاصفة كسابقتها من العواصف دون أن تحرك ساكناً في جامعة مديرتها الدكتورة هدى العميل، الأكاديمية والإدارية الناجحة، وقبل ذلك من تعامل معها يدرك أي شخصية مميزة هي، على مختلف المستويات؛ ولذلك لست متشائمة، بل متفائلة بأن الجامعة ستتطور، ولن يموت مشروع آمن القائمون عليه بتميّزه.
nahedsb@hotmail.com