|
جدة - عبدالله الزهراني / تصوير - أحمد قيزان:
قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، إن مشاريع مكة المكرمة ومشاريع العاصمة المقدسة قد وفَّق الله سبحانه وتعالى لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكون من الهداة المهديين ومن الصالحين، من الأئمة والملوك والمبادرين لكل فعل يستحق التسجيل تاريخياً وإنسانياً وتنموياً.. هذا الرجل الذي قال للعالم أجمع «ما عندنا شيء يغلى على مكة»، وهو الرجل الذي إذا قال صدق وفعل، وإذا فعل أنجز. ورفع سموه شكره للملك الذي وهب نفسه للإسلام والمسلمين والارتقاء بمستوى التنمية في المملكة؛ لتكون في مستوى تطلعات المواطن وآماله وطموحاته.
وأضاف سموه خلال اللقاء التعريفي لمشاريع مكة المكرمة، الذي عُقد في مقر شركة الشامية بجدة مساء أمس الأول، بحضور وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار وأمين هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين وعدد من مديري الإدارات الحكومية وأهالي مكة والمثقفين والإعلاميين: إن هذه المشاريع تحظي باهتمام نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي منذ أن كان أميراً للرياض وهو يهتم بكل مشاريع وإنجازات مدينة مكة، وهو دائم السؤال والاتصال بي؛ ليسأل عما يهم المواطن وشؤونه.
واستطرد سموه قائلاً: ولا يفوتني هنا أن أذكر محاسن الرجال الذين تشرفت بالعمل تحت إدارتهم، وهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ الذي من خصاله ومن حُسن إدارته أسهم في تذليل جميع العقبات في جميع نواحي التنمية في المملكة ومكة خصوصاً، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله ـ منذ أن كان وزيراً للداخلية ثم ولياً للعهد؛ حيث وضع في أولوياته مكة المكرمة ومشاريعها. رحم الله من رحل من الرجال، وبارك الله فيمن يقود حالياً، ويستمر العطاء والدراسات والتخطيط والإنجازات.
وقدّم خلال اللقاء التعريفي عرضاً لمشروع الملك عبدالله لإعمار مكة والمشاعر المقدسة والمخطط التطويري الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والنقل العام في مكة والمشاعر المقدسة، والإسكان والمناطق العشوائية، والطرق الدائرية.
ثم ألقى سمو أمير منطقة مكة في اللقاء كلمةً، رحب فيها بالجميع، قائلاً: إن ما سترونه اليوم من مشاريع ليست مشاريع في الأحلام، وليست طموحات بل أفعالاً على أرض الواقع، ولا أود تذكيركم بما كنتم تقولونه قبل أربعة أعوام، بل أؤكد لكم أن هذه الأعمال ليست ارتجالية كما يحلو للبعض أن يكتب عنها قبل أن يراها، وليست قرارات منفردة من شخص أو مجموعة أشخاص، بل هي نتيجة دراسات نفّذها مختصون وشركات ومكاتب استشارية محلية وعالمية.
وقال سموه: أيها الإخوة، عندما أدعوكم اليوم لمشاهدة مشاريع مكة لا أتلمس ثناء أو إشادة؛ فهذا الثناء والإشادة يجب أن يوزَّعا على مئات من الرجال والنساء، الذين شاركوا في التخطيط والإنجاز، ويساهمون حالياً بالإشراف والمتابعة والتنفيذ؛ فلهم مني جزيل الشكر، كما أوجه الشكر لجميع الشركات والمكاتب الاستشارية المحلية والعالمية التي أسهمت في التخطيط والإنجاز والإشراف والمتابعة والتنفيذ، وخصوصاً لقياداتها المشرفة الذين قادوا هذه الأعمال وشرفوني بزمالتهم.
واختتم سموه كلمته قائلاً: أيها الإخوة، لا نستغني عن الملاحظات والتوجيهات والمشاركات بالرأي والقول والعمل، فنحن منكم وأنتم منا، غايتنا واحدة، وهدفنا واحد، وطريقنا واحد، وبلادنا واحدة، نحن مصممون على أن نرتقي بمستوى العمل والفعل في هذه المنطقة إلى أن يصل إلى المكانة التي يستحقها المواطن السعودي.
وفي مجال تطوير العشوائيات شمل اللقاء عرضاً لمشروع المناطق العشوائية؛ للوقوف على الوضع الراهن، وتحديد المناطق العشوائية ذات الأولوية، فضلاً عن أهم الأحياء التي سيجرى تنفيذ المشاريع فيها، وهي: جبل الشراشف، وقوز النكاسة، ومشروع درب المشاعر، وجبل خندمة.
ويُعَدّ مشروع تطوير الأحياء العشوائية تطبيقاً عملياً لاستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة، القائمة على ركيزتين، هما تنمية المكان وبناء الإنسان، كما يهدف التطوير العمراني للمناطق العشوائية إلى التطوير العمراني للمناطق التي ينتشر فيها العمران العشوائي، والتطوير الوظيفي للخدمات والمرافق الأساسية، والعدالة في توزيع وتطوير الخدمات لكل المجتمع، واستخدام التصاميم والتقنيات وأساليب التنفيذ المعمارية الملائمة، وتشجيع مشاريع التنمية متعددة الاستعمال والمتكاملة الخدمات والمرافق العامة.
واشتمل اللقاء كذلك على عرض مشاريع الإسكان الميسر، ومنها واحة مكة (أم الجود)، وتطوير الضواحي السكنية في بوابة مكة؛ حيث يُعَدّ مشروع الإسكان الميسر في أم الجود (واحة مكة) أول مشاريع شركة البلد الأمين التابعة لأمانة العاصمة المقدسة، بالتحالف مع شركات القطاع الخاص، الهادفة إلى تحسين نوعية الحياة بمنطقة مكة المكرمة من خلال إقامة تجمعات عمرانية حضارية، تسهم في رفع مستوى الصحة والتعليم وعلاج أزمة البطالة والجريمة.
ويبعد مشروع أم الجود (واحة مكة) عن الحرم مسافة 14 كيلومتراً، وتبلغ مساحته نحو 670 ألف متر مربع، خُصّصت لبناء 2300 وحدة سكنية على مرحلتين، إضافة إلى عدد من المباني التجارية والمرافق العامة؛ حيث شُيّدت المرحلة الأولى من المشروع ببناء 23 عمارة سكنية، ما بين 3 أدوار و6 أدوار، مقسمة على منطقتين جغرافيتين، يبلغ مجموع وحداتها 500 وحدة سكنية من الحجم الكبير والمتوسط والصغير، ومن المقرر تسليم الدفعة الأولى من الوحدات السكنية في الربع الأول من العام المقبل.
أما مشروع بوابة مكة فهو واحد من المشاريع الأساسية التي تتسق مع الاستراتيجية التنموية لمنطقة مكة المكرمة، ويهدف إلى تحفيز وتسريع التنمية في القطاع الغربي من مكة عن طريق المشاركة بين القطاعين العام والخاص، اللذين سيعملان على تطوير وتنفيذ المشاريع التنموية بموجب مخطط هيكلي يقدم حلولاً مرورية مدروسة وتنمية عمرانية متكاملة، تشتمل على مناطق سكنية وحدائق ومساجد ومراكز خدمات تعليمية وصحية وترفيهية.
ويغطي المخطط الهيكلي للمشروع مساحة 85 مليون متر مربع، تمتلك منها الشركة الأم «شركة البلد الأمين» مساحة 60 مليون متر مربع، تبدأ على بُعد 31 كيلومتراً من الحرم الشريف، وتمتد من طريق مكة - جدة القديم شمالاً إلى طريق الليث جنوباً، ويحدها من الغرب طريق الدائري الخامس (طريق الشميسي)، ويخترقها من الغرب إلى الشرق طريق جدة - مكة السريع ومسار قطار الحرمين.
ومن مزايا هذا الموقع هو وجود قرابة 80 في المائة من مساحة الموقع في منطقة الحرم و20 في المائة في منطقة الحل؛ الأمر الذي يضيف مرونة كبيرة في توزيع الخدمات التي تحتاج إليها مكة المكرمة بين هاتين المساحتين. ويحتوي مخطط البوابة على عدد من المشاريع الحكومية الجاذبة مثل الجامعة، والمراكز الطبية، والمنتزه الوطني، ومجمع ترفيهي تعليمي متكامل، إضافة إلى عدد من المنشآت الثقافية والمراكز التراثية والمتاحف.
وفي نهاية اللقاء قام سمو أمير منطقة مكة المكرمة بجولة على المعرض، الذي يشتمل على مجسمات للمشاريع التطويرية لمنطقة مكة المكرمة.