نتيجة المباراة التي جمعت منتخب المملكة العربية السعودية صاحب المركز 105، ومنتخب أسبانيا المتربِّع على المقعد الأول، كأفضل منتخب في العالم وحامل كأس العالم لكرة القدم، وكأس أمم أوروبا، ليست وحدها التي آلمت الشعب السعودي.. فالنتيجة رغم أنها كبيرة (خمسة - صفر)، إلاّ أنّ مستوى أداء اللاعبين السعوديين كان أسوأ ما شاهده المتابعون لكرة القدم منذ وقت طويل..
.. طوال الـ90 دقيقة وأكثر، كان اللاعبون السعوديون يتفرّجون على نظرائهم الأسبان وهم يتلاعبون بهم وليس بالكرة، فقد حصر الأسبان اللاعبين السعوديين في نصف ملعبهم يتناقلون الكرة دون جهد يُذكر، ولاعبوننا قانعون بالمشاهدة والفرجة، وعندما انتفض بعضهم بضع دقائق وضغطوا على مستحوذ الكرة من اللاعبين الأسبان، أمكن قطع الكرة وصُنعت ثلاث هجمات كانت الوحيدة التي ذكّرتنا بأنّ هناك لاعبين سعوديين.
الأسبان كانوا في نزهة كروية، ولم يعتبروا ذلك حتى تدريباً، لأنّ الأسبان أدوا ما عليهم خرجوا وعلامات اللامبالاة على محياهم، كما خرج مدرِّب الأسبان ولم يكلِّف نفسه ولا مساعدوه بتدوين أيّة ملاحظات..
.. ذاك كان هو نفس موقف اللاعبين السعوديين ومدرِّبهم ولكن مع الفارق، إذ خرجوا وكأنهم يؤكدون أنهم أنهوا ما هو مطلوب منهم وهو .. اللعب بأعصاب وعواطف المواطنين.
نعم الفوز والخسارة ما تؤول إليه نتائج المباريات، ولكن ليس بهذا المستوى من التخاذل وارتفاع أرقام الهزيمة، التي ستظل ذكرى مؤلمة وسوداء في تاريخ كرة القدم السعودية، التي يتنافس فرسانها وبالذات اللاعبون على (غَرْف) الملايين، إذ تنقل الصحف والكتّاب الرياضيون، أنّ أحد اللاعبين سيوقِّع عقداً احترافياً لمدة خمسة أعوام بمبلغ 31 مليون ريال فقط لا غير، يعني أنّ هذا اللاعب سيحصل على 520 ألف ريال شهرياً، مقابل أن يلعب كرة قدم في منظومة تحتل موقعاً متدنياً جداً في المنظومة العربية والآسيوية والدولية.
520 ألف ريال شهرياً لا يحصل عليها وزير ولا عالم ولا أيّ طبيب أو مهندس، مع أنّ هؤلاء ينتجون ويسهمون في تطوير الوطن، أما لاعبونا الذين يتفوّقون في قبض الملايين، فلا يجلبون لنا سوى الهمِّ والقهر.
jaser@al-jazirah.com.sa