كنت أراقب الخطوات التي اتخذها رئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، لأنه أمام تحدٍّ لإيجاد صناعة السياحة في بلد غني بالموجودات السياحية، وفقير في الثقافة السياحية.
صناعة السياحة ليست إرادة ورغبة حكومية فقط، بل يشاركها وبتأثير قوي طرفان هما: المجتمع والتجار. فهي خدمة وسلعة مقدمة للمجتمع، والمجتمع هو من يقرر القبول والرفض, أما التجار فهم المحرّك المالي والاستثماري لذا لديهم حساباتهم المالية، فإما أن يقبلوا هذا المشروع أو يرفضوه. إذاً ليست إرادة دولة أو رغبة رئيس هيئة السياحة ... استمررت في متابعة الأمير سلطان بن سلمان وخططه ومشروعاته وأفكاره ومهارته الإدارية والفنية، في اقتناع الأطراف: المجتمع بأن ما يقدم له سياحة من أجل إسعاده، وإقناع التجار أنّ مشروعاتهم ستعود عليهم بالمال الوفير، وإقناع وزارة المالية بأنّ الأموال والميزانيات تذهب في مسارها الصحيح لخدمة وتطوير المجتمع والبلاد وتحريك الدورة الاقتصادية.
دفعني إلى تلك الخلفيات والتوازنات ما بين الأطراف، وزارة المالية والمجتمع والتجار، التجربة التي عشتها مع الزملاء في دعوة هيئة السياحة للانضمام لفريق قافلة الإعلام السياحي 16 لزيارة منطقة القصيم لمدة 5 أيام، كنت أبحث عن إجابة لأسئلة قلقة وحائرة منذ زمن: هل تنجح السياحة في بلادنا؟ وهل لدينا مقوّمات السياحة؟ وما هي مرتكزاتنا السياحة وكيف تحويلها إلى صناعة لنضمن استمرارها ونمائها؟. لاحظت في زيارتنا أنّ هيئة السياحة مزجت ما بين الموروث الشعبي وفلكلور أهل القصيم، وبين بيئات وطبوغرافية الأرض، وهذا المزج ما بين الإنسان والأرض هو مفتاح النجاح للمشروعات السياحة.
(يتبع ...).