معالي الدكتور ناصر الرشيد لا يُفَوِّت أي فرصة إنسانية، أو لمحة أخلاقية، أو مسحة أبوية حانية إلا ويقدمها لمن يستحق، درساً من دروس النبل والكرم الذي يجدر بالأجيال أن تتعلمه.. فالعطاء لديه ليس رياءً أو مباهاة أو نفعاً آنياً يعقبه أي مؤتمر صحفي، أو إذاعة ما يشبه السر، إنما يمنح بصمت، ويمد يد المساعدة بهدوء لكل من يطلب منه العون.
في أواخر شهر رمضان المبارك هذا العام زفَّ هذا الرجل الطيب بهمس خجول نبأ تحمله نفقات إنشاء مقر النادي الأدبي بحائل على حسابه الخاص بمبلغ جاوز 23 مليون ريال، ليجعله معلماً حضارياً، ومنارة ثقافية ومعرفية ستستفيد منها الأجيال، وستذكره من خلاله بكل خير على مدى أجيال قادمة.. فلا يبقى للناس الخيرين وأهل العطاء من أمثاله سوى هذه المواقف الإنسانية المعبرة والرائدة.
فليست هذه الوقفة الرائدة هي المرة الأولى التي يتبرع فيها معالي الدكتور ناصر الرشيد لمنطقته ومدينته حائل وسائر مناطق المملكة العربية السعودية، فكان له رعاه الله وحفظه الكثير من الهبات والمساعدات والمنح التي لا تعد ولا تحصى على نحو ما يذكر صاحب هذه السطور وهي غيض من فيض: (مركز أورام الأطفال بالعاصمة الرياض) ناهز إنشاءه نحو نصف مليار ريال، والذي يعد إنجازاً إنسانياً شامخاً وصرحاً طبياً غاية في الأهمية لأنه يخدم الأطفال المرضى في بلادنا شفاهم الله.
أتبعه بعطاء إنساني آخر تمثل في (مركز رعاية الأيتام بمنطقة حائل) الذي جاوزت تكاليفه مائة مليون ريال، والمركز الصحي للعيون بشرق مدينة حائل، وسلسلة طويلة من التبرعات والهبات والمساعدات التي لا تحصى بحق وأحدث هذه التبرعات والإسهامات وليس آخرها بحول الله هو هذا المقر للنادي الأدبي بحائل.. فلا يحضرنا ونحن نتحدث عن (أبا الخير.. ناصر الليلا) أي رقم أو عدد للمشاريع التي نفذها. أولاً لعزوفه عن الإعلام والحديث في هذه الأمور، وتكتم مدير أعماله الأستاذ صالح الرشيد على الكثير من مبراته، وتالياً أن الرشيد يرفض رفضاً تاماً أي احتفالات أو تدشين أو مناسبات افتتاح لهذه المشاريع لأنه يسعى إلى تقديمها ببساطة ولا يريد من ورائها أي لون من الدعاية أو المديح إنما الأجر والمثوبة من الله.
فالفرحة الغامرة بمقر النادي الأدبي الجديد ستكون بحول الله ترجمة لمعاني العطاء والتطلع للأفضل من خلال هذه المعلم الحضاري، والجهد الإنساني الذي ستسعد فيه الأجيال، حيث سيقدم هذا المقر الصورة المتكاملة لولادة جيل جديد من التواصل المعرفي والإنساني لبناء عقل الإنسان وطموحه، ليواكب أبناء المنطقة التطور ويعكسوا ما لديهم من إبداعات من خلال هذا المكان الحضاري النابه الذي أسهم فيه معالي الدكتور الرشيد.
والحق يقال أن من سعى لهذه الخطوة المباركة في مهدها ورعى بذورها الأولى هو الأستاذ صالح الرشيد الذي بذل ما يستطيع من أجل أن تكون هذه الفكرة في مكانها الصحيح، وأن ينال الأدباء والمثقفون في المنطقة نظير عطائهم المميز وطرحهم الإبداعي وفكرهم المتطور هذه الهدية القيمة التي لا تقدر بثمن.. وكان للفاضلين أيضاً رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الأستاذ نايف المهيلب وعضو مجلس الإدارة الأستاذ عبدالرحمن اللحيدان دور بارز في مواصلة البحث وتجشم عناء البحث والسفر من أجل إرساء قيم العطاء الإنساني النبيل، حيث ستذكر الأجيال لهم جميعاً هذه الوقفة النبيلة، وسيسجل التاريخ موقفهم الجميل.
hrbda2000@hotmail.com