الآن يمكن القول إنّ عقد الهيمنة قد اكتملت مواصفاته، وبالتالي أصبح النصراويون في عصمة الهلاليين.
فالقرار هلالي والأمر أولاً وأخيراً له.
وعلى النصراويين السمع والطاعة.. ولا مجال أمامهم في حالة عدم الالتزام أو التمرُّد... إلاّ بيت الطاعة.
هذا هو المشهد على الأرض وهذا هو الواقع شئنا أم أبينا وكابرنا.
** مشكلتنا الأزلية الأساسية كمحبين للفريق الأصفر ليست فنية أو مهارية أو جماهيرية، بقدر ما هي البعبع الهلالي الذي أقلق مضاجعنا ونسف قدرتنا على التفكير السليم.
هذه هي الحقيقة المرة التي نحاول تحاشيها وتجنُّبها... على مرِّ الزمن.
** لن أعمِّم حديثي عن عموم النصراويين.. ولكن الأغلب منهم لا تهمهم البطولات، بقدر ما تشكِّل كيفية هزيمة الفريق الهلالي الهاجس الأهم.
ولذا.. أصبح تفكيرنا مشلولاً وغير فاعلٍ، كون بوصلتنا متجهة أساساً نحو الفريق الهلالي وكيفية إسقاطه فقط.. ولا شيء آخر سوى ذلك.. وبالتالي فقدنا بلح الشام وعنب اليمن.
** انظروا وتأمّلوا في مشاكل النصر السابقة والحالية واقرؤوها جيداً، سترون أنّ أغلبها يتمحور ويبرز مع كلِّ هزيمة من الفريق الهلالي.
- ودوماً وأبداً - ما تترك مثل هذه الهزائم آثاراً مدوّية.. ويكون لها كبش فداء.. فإمّا رئيس يستقيل وإمّا إقالة مدرب.. وإعفائه.. وإمّا تسريح لاعبين أجانب.
... إذاً يجب أن نقرّ بالمشكلة أولاً ومن ثم نقوم بتشخيصها ثانياً.
ومشكلتنا - الأبدية - هي الفريق الأزرق ولا سواه، وحل هذه المعضلة لا يخرج عن اتجاهين أساسيين:
أولاً.. أن نحترم الخصم ونعترف به وبقوّته ولا نكابر في ذلك ونقتنع بأنه الأفضل.
ثانياً.. أن نرتِّب بيتنا الداخلي ونصفِّي أنفسنا ومشاعرنا ونفترض حسن النية من الآخرين، وعندها يمكن لنا تجاوز المعضلة.
ماتورانا .. إلى لقاء آخر
من الأساس كانت فكرة التعاقد مع العجوز الأسمر «ماتورانا» خاطئة تماماً.
فالرجل لا يملك مواصفات المدرب المرن ولا يقرأ الخصم ولا يتفاعل مع مجريات الأحداث .. كما أنه لا يحمل فكراً متّقداً.
المشكلة ليست في «ماتورانا» كشخص يريد تحسين دخله التقاعدي بملايين النصراويين، كما أنّ الذنب ليس ذنبه!! بقدر ما هي مسؤولية من أحضره وتعاقد معه.
الطريف - أيها السادة - أنّ ما تورانا حينما درّب الهلال قبل سنوات، لم يتمكن الهلاليون من هزيمة النصر في عهده.
تحسَّرت طويلاً على حال النصراويين بمدرب كهذا، وأصابتني الغيرة وأنا أشاهد مدربي الأندية يتحركون ويفكرون هنا وهناك خلال سير المباريات، بينما مدربنا يحتضن مقعده وكأنه في مناسبة عزاء ومأتم... ولا يدرك ما يدور حوله.
شكراً «ماتورانا» وهنيئاً لك آلاف الدولارات، وسنظل نذكر تصريحاتك الشهيرة بعد كلِّ فاجعة تورّطنا بها، حينما كنت تقول: «أنا من يتحمّل المسؤولية؟! أنا من يتحمّل الهزيمة؟!.
للهلاليين فقط
لست معنياً بالشأن الهلالي، إلاّ أنّ رؤيتي الشخصية ترى أنّ فوز الهلال الأخير على النصر 3-1 ليس في صالحه إطلاقاً.. بل قد يكون وبالاً عليه. وأخشى أن يتمنى الهلاليون لو فاز النصر عليهم - هذه المرة - لتحقيق مكتسبات أخرى.
أقول.. إنّ فوز الهلال.. أعطاه تحذيراً عنيفاً أنساه مشاكله ومعاناته.. وبالتالي فتداعيات الهزيمة له لو حدثت، ستمنحه توهجاً إصلاحياً من داخل البيت الهلالي، حيث سيعيد ترتيب أوضاعه وسيشعر بالخطر المحدق حوله.. وبالتالي سينتفض من جديد بقوة نحو الدوري وبطولة آسيا وقد يحققهما.
أما بقاء الوضع - كما هو عليه - فهو تخدير مموَّه قد يفقده الدوري أو بطولة آسيا.