تقول صحيفة (نيويورك بوست) الأمريكية أن طالباً سعودياً يدرس في جامعة (نورث أيسترن) يقف خلف اختراق البريد الإلكتروني للمطربة الأمريكية (سكاي فيريرا) والتي تسربت أعمالها عبر (تويتر) و(يوتيوب) وأنها تقدمت بدعوى للمحكمة الفيدرالية في (مانهاتن) ضد ابننا السعودي..!!.

ولا أدري هل يصدُق هذا (الاتهام).. الذي يطمئننا على قدرة شبابنا (الإلكترونية الفائقة) لتتجاوز(تحصين الخواجات) لمواقعهم على الشبكة العنكبوتية ودكها ؟!.

أم أن سلوك شبابنا (البريء) في الخارج هو (سر) ما يقع فيه العديد منهم من (مشاكل) قانونية وقضائية تثار بين (الفينة والأخرى) بسبب تعاملهم بعفوية وثقتهم في الآخرين ؟!.

وهذه طبيعة و(عيب اجتماعي) ترسخ في ثقافتنا يجب أن نعترف به وهو سرعة (تأقلم السعودي) مع الآخرين واندماجه بينهم، فهو يختلط بالثقافات الأخرى ليعرف بعض (مفاتيح تلك المجتمعات) ثم يبدأ بالتعامل مع الآخرين بثقة وفق (ثقافته السعودية) المتأصلة والتي قد لا تعترف المجتمعات الأخرى بمدلولاتها ومعانيها مما يوقع الكثير منهم في مأزق!!.

فكم سعودي تورط في الخارج بسبب (كرمه وجوده)؟!.

وكم سعودي دفع في الخارج ثمن (فزعته ونخوته)؟! وكم.. وكم.. وكم؟!.

من هنا نجد أن (شبابنا في الخارج) لم يخطئوا تبعاً (لثقافتنا)، ولكنهم بحاجة إلى المزيد من (جرعات التوعية) فيما يخص السلوك العام والحديث مع الآخرين وقوانين كل بلد وطرق حماية النفس، يجب أن نتقن (فن التعامل) مع أنظمة وثقافة الدول والمجتمعات الأخرى، مع الحفاظ على هويتنا وميزتنا (الإسلامية والعربية) بكل تفاصيلها الفريدة لإنسان الجزيرة العربية.

نقدر ونثمن جميعاً مجهود ورعاية (الملحقيات الثقافية في الخارج) بأبنائنا، ولكن نحتاج لتخصيص مزيد من الوقت والبرامج التي تساعد في حماية شبابنا من ارتكاب مثل هذه الأخطاء القانونية البسيطة التي قد تعكر صفوهم وتقلق مضجعهم وتجعلهم هدفاَ سهلاَ للمتربصين بهم وببلدهم، بدلاَ من تفرغهم (لتحصيل العلمي) في جو ومناخ يكون له الأثر في (عودتهم لوطنهم) وهم يملكون تجربة تساعد وتثري مسيرة التطوير والتنمية التي نترقبها منهم..!.

موقع (نيوز لايف) الذي نقل خبر الشاب السعودي والمغنية قال: أن صوراً تستند عليها الشرطة تظهر (الشاب) وهو يحاول التواصل مع أحد مساعدي (فيريرا)، حيث لم يشفع تبرير الشاب أنه يدير (موقعاَ خاصاَ بالمغنية) من تبرئته من التهمة التي وجهت ضده!!.

وهنا الفرق بين ثقافتنا وثقافتهم؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.