فاصلة:
((نقاط الماء التي تسقط باستمرار تخرق السطر))
- حكمة يونانية -
كلما قرأت في الصحف خبراً عن امرأة سعودية تحتّل منصباً لصنع القرار أو المشاركة فيه قلت لنفسي نعم لدينا حركة نسوية لكنها تحتاج إلى قواعد لتُبنى على أساس قوي، ويوما ما سوف تكون لدينا منظمات نسوية لدعم المرأة ونجاحاتها.
«الدكتورة موضي الخلف» أول سعودية في منصب مساعد للملحق الثقافي السعودي للشؤون الثقافية والاجتماعية، لتشغل بذلك أعلى منصب تتبوأه سعودية في الملحقيات.
قبل أن أهنئ الدكتورة موضي بهذه الريادة أود أن أهنئ الملحق الثقافي السعودي في أمريكا الدكتور محمد العيسى، ففي كل ملحقية ثقافية يوجد نساء سعوديات يعملن بشكل متميز لكن ليس كل ملحق ثقافي لديه القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار الذي يمكن أن يعرضه للتصنيف الهوائي من قبل البعض في مجتمعنا، وهذا ما يتعجب له المرء أن يدعم القرار السياسي غالباً المرأة بينما لا يزال المجتمع متخوفاً من التعامل معها كإنسان كامل الأهلية.
الدكتورة موضي لم تأت من فراغ بالرغم من أني التقيتها مرات قليلة إلا أن شخصيتها تنبئ عن طموح متقد يبرز في نشاطها العملي، ومعرفتي جيداً بأختها هيلة التي تتميز كثيراً في مجالها الأكاديمي وتشع نشاطاً تجعلني لا أستغرب أن يبرز أي من أسرة د. عبدالله الخلف وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود قبل أن يتقاعد، فالمرء لا ينجح ويبرز في مجتمعه إن لم تهيئه البيئة الأسرية لذلك.
أستطيع أن أهنئ موضي ليس فقط لأنها تبوأت هذا المنصب فمثلها أمامها محطات كثر من الريادة والتميّز بل لأنها وكل امرأة سعودية ناجحة لا تلتفت مطلقا لكل ما يثار حول نجاحاتها في شبكة الإنترنت أو بين الناس من أقاويل تشكيكية بعلمها ومن تدخّل في حياتها الشخصية، فمن الطبيعي في أي مجتمع إنساني أن تفاجأ المرأة بنجاحاتها التقليدية والتطرف فيه، لكن الوقت واستمرار نجاح المرأة ودعم الإعلام لنشاطاتها المجتمعية كفيل بأن يحسّن الصورة الذهنية للمرأة في المجتمع.
من القلب مبروك موضي، ولعل نجاحاتك هي الباب الذي فتحتِه لتدخله بعدك العاملات المميزات في الملحقيات الثقافية بالخارج.
nahedsb@hotmail.com