في بدء حياتي (الكتابية) كنت أكتب مقالتي في البيت أو وأنا أقود (الموتر) متجهاً للجريدة إذ أستغل كل وقفة أمام إشارة ضوئية وأضيف جملة أو جملتين للمقالة حتى إذا ما وصلت الصحيفة التي أكتب بها إلا والمقالة قد اكتملت أو على وشك الاكتمال أو الحق الباقي على أي طاولة شاغرة في الصحيفة ثم أسلمها إلى سكرتير التحرير وأمضي في سبيلي أمارس التسكع، وكنت أغبط ولا أقول أحسد بعض زملائي الذين يرسلون مقالاتهم من خلال (سائق العائلة) ولا يكلفون أنفسهم تكبد المسافة، ثم لما أصبح الفاكس متوفراً في الأسواق أخذت أغبط من يملكون الفاكس كوسيلة حديثة توصل مقالاتهم بأسرع من البرق إلى جهاز التحرير، وحينها وصل الهاتف بيتي بعد سنين متأخرة (تكرم) أحد الزملاء وأهداني جهاز فاكس (شفقة علي) من عناء المسافة ومنذ ذلك اليوم وأنا (منبهر) بخدمة الفاكس إلى أن جاء الإنترنت ليلغي الفاكس كلياً يصبح ضرباً من وسائط الماضي ولأنني لم أزل (متوجساً) من التعامل مع هذا الوسيط المذهل بالنسبة لي فقد واجهت مشكلة مع الزميل الأكبر رئيس التحرير الذي (عيرني) أكثر من مرة بأن كل زملائي الكتاب يرسلون (عبر الإنترنت إلا أنت!!) ومن هنا بدأت مرغماً أتعلم الكتابة الإلكترونية ولو بمساعدة صديق (بالكتابة لا بالفكرة بالطبع!! حتى لا يتهمني أحد بأنه ثمة من يكتب لي(!!)
ولكي أتحدى هذا التخلف الشخصي الذي أصبح (سُبة) لي فقد قفزت عدة مراحل ودخلت مرحلة التغريد (بالتويتر) وحينما غردت لأول مرة وبمساعدة صديق أيضاً وجدتني كالجهاز الصوتي الذي يقلّد صوت طائر السمان إذ اتجهت إلي عبر الفضاء أصوات المئات من الأحبة والأصدقاء والشعراء على وجه الخصوص يجيبون هذا التغريد المفاجئ الغريب!! الذي لا هو صوت بلبل ولا صوت سمان أو (مريعي) كما يسميه أهل البادية ولو أن ما يميز المريعي هو صوت (فرّه) أجنحته لا صوت تغريده. فهل أيها الإخوة القراء أكتفي بأن أصبح (مريعي) لأجل التكنولوجيا أم أبقى طائراً جارحاً وحراً بلا تغاريد؟!