بين فينة وأخرى تطالعنا صحفنا اليومية بآخر صرعات المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والسواد الأعظم من أولئك المغردين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة وفصاحة وبيان لفت انتباه متابعيهم، أو السعي لزيادة أعداد المتابعين لهم عبر تلك المواقع الاجتماعية حتى كادت تلك المواقع أن تتصدر اهتمامات الناس في ظل ثورة التقنية في صورها المتعددة في عالمنا اليوم. والعجيب أن جل أولئك المغردين أصحاب الأرقام الكبيرة في التغريدات لا يولون اهتماماً بالغاً لما يطرحونه ويتناولونه بقدر سعيهم الحثيث لزيادة أعداد المتابعين. وبالرغم من تفاوتهم في ثقافاتهم ومكانتهم وتوجهاتهم الفكرية ظل همهم الدائم كم عدد الذين يتابعوني؟ وترتب على كثير من شطحاتهم التغريدية موجات غضب كبيرة، وانقسم المتابعون لهم إلى فريقين فريق يرى ما يراه صاحب التغريدة فيما ذهب إليه وفريق يرى عكس ذلك تماماً، بل يطالب بمقاضاة صاحب التغريدة، مما يجعل دور الإعلام المقروء كبيراً في نشر ثقافة المناعة وتحصين القارئ وبيان الصحيح من السقيم في تلك التغريدات من خلال استضافة المختصين في الشأن الذي تدخل ضمنه فكرة التغريدة لا سيما إذا صدرت من شخص ذي شعبية كبيرة داخل تلك المواقع، مع الإيمان بأن حرية الرأي مكفولة للجميع دونما إقصاء ونبذ وتجريح وقذف ضمن إطار الشريعة الإسلامية السمحة فهل نرى مبادرة عاجلة من صحفنا الرسمية في ذلك النطاق؟ بعدما صار الحوار خياراً مطروحاً وأصبح مطية نقل الفكر للمتلقين، والله من وراء القصد.