كدأبها في كل عام اضطلعت أمانة منطقة الرياض بصناعة الفرح لساكنيها وزائريها من مواطنين ومقيمين في عيد الفطر المبارك، وذلك من خلال الفعاليات المتعددة والمتنوعة التي اتسمت بالتميز عاماً بعد عام حتى أصبحت العاصمة جاذبة وسياحية من غير بحر ولا «كورنيش»، فقط من خلال الابتكار والعمل الدؤوب والحرص على توفير عناصر الترفيه والفرح والمرح طيلة أيام العيد، وقد نجحت الأمانة في ذلك نجاحاً منقطع النظير.
المتتبع لفعاليات احتفالات عيد الفطر بمدينة الرياض لهذا العام 1433هـ يجد تطوراً ملموساً ونقلة نوعية، وتميزاً في كل شيء، من حيث الكم والكيف، ومن حيث الشمول وتلبية حاجة مختلف شرائح المجتمع وفئاته، ومن خلال إدخال الكثير من العناصر الجديدة التي تثري فعاليات الاحتفال وتزيد مساحة الفرح وترسم البهجة والسرور على وجوه الصغار والكبار. وقد رأينا فعاليات متنوعة ومتجددة لصغار من مسرحيات وألعاب ومسابقات وهدايا واكتشاف المواهب، وغيرها من الأشياء المحببة لديهم بصورة جعلت من عيد الرياض وجهة جاذبة وبديلة لكثير من الوجهات في الداخل والخارج، فكان للصغار نصيب وافر من تلك الفعاليات، وكان حضورهم الفاعل والكثيف يؤكَّد ذلك. أما الفعاليات النسائية هذا العام فقدكانت بشكل لافت، وقد خصصت للأسرة مواقع متعددة وموزعة توزيعاً جغرافياً متوازناً يسهل الوصول إليها من مختلف أجزاء الرياض، وكذلك كانت زاخرة بالبرامج المتنوعة المتجددة من مسرحيات وأمسيات شعرية نسائية وغيرها من الأنشطة التي استطاعت أن تجذب الأسرة بكثافة طيلة أيام العيد، لأن الفعاليات والبرامج أعدت بعناية فائقة واستطاعت أن تلبي رغبات الأسر وتستجيب لحاجاتها بشكل واضح.
وكان للشباب - هذا العام على وجه الخصوص - نصيب كبير من فعاليات وبرامج احتفالات عيد الفطر بمدينة الرياض من حيث المسابقات وسباقات الدراجات والسيارات وغيرها من الهوايات فضلاً عن المسرحيات واللقاءات الشعرية والثقافية والترفيهية، وكان تفاعل الشباب مع تلك الفعاليات يؤكد مدى تلبيتها لتطلعاتهم واستجابتها لرغباتهم، فضلاً عن عروض التحدي والإثارة، والكثير من الفعاليات التي جذبت الشباب بشكل لافت. ومما يجدر الحديث عنه في احتفالات العيد بمدينة الرياض الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وإعداد برامج عديدة ومتنوعة لهم، بل ومشاركتهم في كثير من الفعاليات خصوصاً المسرحيات وغيرها من الأنشطة، وقد أفلحت الأمانة في دمجهم في صلب المجتمع من خلال أفراح العيد. كما أشير إلى ما وفرته أمانة منطقة الرياض من فرص عمل لمختلف الشرائح خلال العيد التي تجاوزت 4 آلاف فرصة عمل من خلال فعاليات الاحتفالات طيلة أيام العيد، وهذا ضمن إيجابيات هذه الاحتفالات، وبدت الرياض كمدينة جاذبة تحفز رجال الأعمال للاستثمار السياحي فيها، وأنه من الممكن جعلها مدينة سياحية طوال العام وليس في الأعياد فقط.
هذا العمل الجبار الكبير الذي تم الإعداد له مبكراً لم يأت من فراغ، بل تقف وراءه عقول وخطط ومتابعات، حيث التوجيهات السديدة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والمتابعة الدؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض والإشراف المباشر والتخطيط من معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل الذي تابع هذا العمل الكبير من خلال زياراته الميدانية لمواقع الاحتفالات المختلفة حتى اختتمت تلك الفعاليات وحققت النجاح المأمول بفضل الله تعالى. حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وحفظ الله أمننا واستقرارنا إنه سميع قريب مجيب.