الجوف - محمد الرويلي :
عاد فجر اليوم المعاق هيثم مشعل الراوي (20 عاماً) من الأردن بعد أسابيع عدة، يئس فيها من العثور على سيارته من نوع نيسان 2008. وكان الراوي في رحلة علاج طويلة نتيجة لحادث مروري تعرّض له بمنطقة الجوف قبل سنتين، أدى إلى إصابته بشلل نصفي في أطرافه السفلية.
وقال والد المعاق: إن ضعف الإمكانيات الصحية بالمنطقة حال دون استكمال علاج ابني؛ حيث أُجريت له عمليات جراحية عدة بمستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بسكاكا، باءت جميعها بالفشل، وبعد محاولات عدة ومساع لنقله لأحد المراكز المتخصصة بالرياض تم تحويله لمدينة الملك فهد الطبية لاستكمال علاجه، لكن حالة المعاق هيثم لم تستجب للعلاج؛ فتم إخراجه من المستشفى، وهذا ما أجبرنا على البحث عن مستشفيات خارج السعودية، رغم النفقات العالية والتكاليف الباهظة التي نصرفها على نفقات علاجه، فتم الاتصال بأحد المستشفيات الأردنية وعرضنا حالته، وعند سفر هيثم للأردن قمنا باستئجار إحدى الشقق المفروشة في وسط عمّان، في شقق معروفة بمنطقة آمنة وبعيدة عن الأماكن المشبوهة، أو التي تخرج عن السيطرة الأمنية هناك، لكن المؤسف هو أن قامت مجموعة عصابة بكسر الزجاج الأمامي للسيارة والفرار بها، وعند تبليغ الجهات الأمنية والسفارة استُكملت الإجراءات المتخذة في مثل هذه الحالات، وتم عرض شريط فيديو موضوع أمام بوابة الشقق المفروشة، وتم رصد المتهمين، لكن لم يتم العثور على السيارة، وهو ما حال دون استكمال المعاق علاجه؛ فعاد إلى المملكة بسيارة أجرة في حالة صحية صعبة، ودون أن يتم الكشف عليه في المستشفى.
من جهته أكد المتحدث الإعلامي بمديرية الأمن بالأردن المقدم محمد الخطيب أن ملف سرقة سيارات السعوديين والخليجيين محل متابعة السلطات الأمنية بالمملكة الأردنية.
فيما أكد القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين بالأردن الدكتور حمد الهاجري، في تصريح سابق لـ»الجزيرة» أن السفارة قامت بالتواصل مع جميع المبلغين بالدوائر والمراكز والأجهزة الأمنية بمحافظات وألوية المملكة الأردنية الهاشمية كافة، وقد سبق للسفارة قبل شهرين الاجتماع بأمين مجلس وزارة الداخلية الأردني لعرض الملف والاطلاع على نتائج التحقيق في القضايا.
كما قامت السفارة بالرفع لوزارة الخارجية السعودية بعد بلاغات عدة تقدم بها مواطنون سعوديون، يفيدون بأنه تمت سرقة سياراتهم من داخل «الكراجات» والمواقف الخاصة بالشقق الفندقية والسكنية في بعض المناطق والأماكن السياحية، التي تُعدّ محل عناية ومتابعة أمنية مشددة من قِبل السلطات الأردنية للتوجيه في هذا الخصوص، بعد أن قام عدد من السارقين بمساومة أصحاب السيارات على سياراتهم، وطلب مبالغ مالية كبيرة نظير إعادة مركباتهم.
وقد لجأ عدد من السعوديين مؤخراً لشيوخ العشائر والقبائل الأردنية للمساعدة والتوسط في إعادة سياراتهم المسروقة، وتكللت بعض مساعي شيوخ العشائر بالنجاح.