بصراحة لا يوجد مبرر واحد يجعل ردة الفعل لدى النصراويين بعد لقاء الهلال إلى هذه الدرجة من الاحتقان والغضب وإلغاء عقد المدرب الذي لم يكن مقنعا من الأساس، ولكنه ليس سبب ما يحصل، فرغم ما حصل من تغيير طفيف يختلف عن المواسم الماضيه إلا ان النصر كما ذكرت الموسم الماضي (في ذمة الله) وجميعنا نعرف وندرك ان من رحل لا يمكن ان يعود، وقد كشف فريق الهلال، بل أكد بأنه لا جديد وان تجاوز الرائد والتعاون ما كان إلا لسوء في الطرف الآخر وإذا أردتم التأكد من هذا الشيء ارجعوا إلى لقاء النصر والاتحاد الأخير وتجدون الحقيقة ولو كان فريقاً غير النصرلخرج فريق الاتحاد بنتيجه تاريخية واليوم أرى ان الصاق استمرار الفشل في المدرب الذي هو أصلاً فاشل منذ التعاقد معه ما هي إلا محاولة لصرف النظر عن واقع الفريق وعناصره الذي يعتبر الكثير منها عبارة عن رجيع أندية وكتلة من المصابين الذين لا يجدون سوى نادي النصر ليكون ملاذا لهم فعلى الجماهير النصراوية ألا تبحث عن أي تميز في ظل استمرار هذا الفكر الذي بني على عدم المصداقية والكبرياء منذ مقولة (من يقول النصر ناقص مال فهو ناقص عقل) والأمثلة كثيرة فرئيس النادي الذي نعت في يوم من الأيام نادي الشباب ورئيسه بأنه جعل نادي الحزم بمحافظة الرس مكان تشليح لناديه، ها هي تدور الأيام ويصبح نادي النصر وبسياسة إدارته الفاشلة يستقطب ذلك التشليح بعد ان أصبح خارج الخدمة من اللاعبين مثل السعران وعبده عطيف وقبلهم صالح صديق فهل وصل الجمهور إلى قناعة بأن فريقهم قد رحل، وأنه لا أمل بعودة النصر إلا بعد الاعتماد على الله ثم على ابنائه وشبابه الذي ترعرعوا فيه ومن المحبين الذين يستطيعون ان يديروه لعشق في قلوبهم ترسخ منذ زمن وليس ليكون نادي النصر وسيلة للشهرة والبرستيج الذي لا يعود اليوم على النادي بأي عمل إيجابي.
الفتح يؤكد تميز الفكر
ضرب نادي الفتح أروع الأمثلة وأكد ما سبق ان طرح من خلال هذه الزاوية ان الفكر ثم الفكر ثم الفكر ولا غير الفكر من يصنع المعجزات، ويؤكد يوما بعد يوم ان المال مهما كان مهماً الا انه يأتي بعد ما يكون الفكر عالي المستوى، واليوم يرسم لنا نادي الفتح النموذجي من خلال إدارة راقية ورغم شح الموارد ان العمل لا يأتي بالبهرجة والكلام الذي يسبق الافعال والذي احب ان اؤكده ان معظم عناصر نادي الفتح بل اهمهم والمؤثرون اليوم في خارطة الفريق هم من كانوا في نادي النصر إلا انه تم الاستغناء عنهم في ظروف غامضة امثال التون وحسن الشويش وبدر النخلي ومحمد شريفي واحمد الحضرمي، وهذا ما هو إلا دليل ان الفرق بين الإدارات هو اختلاف الفكر والنضج الإداري وتفضيل مصلحة الكيان على المصالح الشخصية والبعد عن الغيرة السلبية فجميع العوامل سابقة الذكر هي من يصنع التميز وليس محاربة الآخرين وكسب عداوات الأندية الأخرى والتصاريح غير الموزونة والفكر المشتت الذي جعل كيانات كبيرة تخسر الأموال الطائلة بدون أي مردود إيجابي يسعد جماهير هذه الأندية التي أصبحت اليوم لديها قناعة وتمييز بين الفكر وبين غيره، وقد وضح هذا من خلال قلة الحضور الجماهيري حتى على مستوى الديربيات الكبيرة.
نقاط للتأمل
- لا أعتقد ان تصدر نادي الفتح لأندية دوري زين قد أتى من باب الصدفة، بل ناتج لفكر إداري راق واستقرار فني غير مسبوق والذي يجب ان يكون قدوة لجميع الأندية السعودية.
- كشف لقاء الديربي الأخير بأن جماهير نادي النصر لم يعد لديها ثقة في لاعبي فريقها الأول والدليل الحضور الجماهيري الضعيف ويجب الا يلاموا بعد ان استمر الاخفاق تلو الآخر أمام الزعيم.
- لا أعتقد ان العلة في المدرب وإلغاء عقده لن يغير بالامر شيئا، فالعناصر الموجودة لا يمكن ان يراهن عليها أو ان يكونوا يحملون هوية الأبطال فلا تأمل الجماهير النصراوية أي شيء من رجيع الأندية.
- يعتبر النجم ياسر الشهراني احد اهم العناصر المهمة في الكرة السعودية فإضافة إلى صغر سنه ومهارته الفنية إلا ان ما يميزه هو اللعب في أكثر من مركز وسيكون من أفضل اللاعبين إن هو حافظ على نفسه.
- سؤال موجه للإدارة الهلالية: أين سعد الحارثي؟ وهل ابتعاده الذي طال اصابه أم هناك أمور لا يعرفها الشارع الرياضي؟ يجب على الإدارة توضيحها!
- نادي الاتفاق اصبح اليوم محيرا وغامضا فما يقدمه من مستويات هابطة وتراجع غير مسبوق يجعل اي متابع في حيرة فهو يختلف عن اتفاق الموسم الماضي الذي اشاد به الجميع.. فأين الخلل؟
- انشقاق بعض الجماهير النصراوية وانضمامها إلى الجماهير الهلالية يعكس حالة اليأس الذي وصل إليه الجماهير وهذا دليل على ما سبق ان ذكرته ان النصر في ذمة الله.
- استمرار عدم استلام اللاعبين لمستحقاتهم ورواتبهم التي تجاوزت الـ4 أشهر هل للمدرب ذنب في ذلك؟ وما مصير المدرب القادم الذي سوف ينصدم بالواقع.
ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.