سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في عدد الجزيرة رقم 14583 الصادر في يوم السبت الموافق 14-10-1433هـ مقال ذكر فيه كاتبه عبدالرحمن صالح الدغيشم في صفحة عزيزتي الجزيرة عن صحة حديث (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله) وذكر الذين قاموا بتصحيحه ولقد نقل نقولا تدل على أنه ليس من أصحاب فن الحديث وتصحيحا لذلك الموضوع باختصار فالحديث أخرجه أحمد (4-124) وابن المبارك في الزهد (171)، والطيالسي (1112)، والترمذي (2459)، والطبراني في الكبير (7143) وفي مسند الشاميين (1485)، والحاكم (1-57 و4-251)، وأبو نعيم في «الحلية» (1-267 و8-174)، والقضاعي في مسند الشهاب (185)، والبيهقي في السنن (3-369)، وفي الشعب (10546)، والخطيب في التاريخ (12-50)، والبغوي في شرح السنة (4116) وقال الترمذي حسن وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ومدار الحديث عن الراوي أبوبكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم الغسائي الشامي، قيل اسمه بكير، وقيل عبدالسلام ضعفه ابن حجر في تهذيب التهذيب (12-27) وقال عنه الذهبي (واه) في تلخيص المستدرك وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (11-499) وأما نقل الكاتب لما ذكر في كتاب كشف الخفاء للعجلوني فلا يعد تصحيحا حيث إن العجلوني في كتابه يشير إلى ما اشتهر على السنة الناس من الأحاديث وقد يكون بعض هذه الأحاديث صحيحا أو حسنا أو ضعيفا أو موضوعا ويذكر حكم أصحاب السنن على الحديث المذكور فيه وأما قول الترمذي حسن فإن تصحيح الترمذي يحتاج إلى متابعة كما ذكر العلماء لما عرف عنه من التساهل في التصحيح كما ذكر الذهبي ميزان الاعتدال (17-231) وابن القيم في الفروسية (243) وغيرهم من العلماء أما السيوطي فقد قال الشيخ عبدالفتاح أبو غدة في هامش كتاب «الأجوبة الفاضلة» للكنوي عن السيوطي: وهو أوسع العلماء الأجلة الذين ذكرتهم تساهلا في إيراد الحديث الضعيف والتالف والموضوع وشبهه في كتبه ورسائله، وقال المناوي في تعقباته على السيوطي في شرحه للجامع الصغير (1-40): وقد أكثر المؤلف في هذا (الجامع الصغير) من الأحاديث الضعيفة، وهذا لا يحط من قدر العالمين الجليلين الترمذي والسيوطي ولكن الحق أحق أن يتبع وخاصة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما أردت توضيحه والله ولي التوفيق.

نايف المنصور - عضو الجمعية السعودية للسنة النبوية