المكرَّم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة بعد التحية
هل ثمة رابط وانسجام بين ما نُشر في ثقافة صحيفة (الجزيرة)، ذات العدد 14582 الصادر بتاريخ 13-10-1433هـ، من خلال ما أعده الأستاذ فواز أبونيان، تحت عنوان (الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي)، وهو عنوان كتاب أيضاً أو محاضرة بالأصح، ثم تحولت بين دفتي كتاب للأستاذ «حمد بن عبد الله القاضي» ط1 -1432 هـ، وبين ما نشرته الزميلة «اليوم» في العدد (14318) بتاريخ 9-10- 1433هـ، يحفل بذلك العنوان السابق للأستاذ حسن الجاسر. وقد خشي الأستاذ من الحركة الثقافية المتطورة إلكترونياً أن تذهب بهيبة الكتاب وجلال حضوره، والواقع المتحرك الذي يراه أكثر من واحد في جانبه المعرفي تواكباً مع هذين المقالين يؤكد أن الظاهر من كل ذلك لا يزال في مستواه الجيد والمعقول، على الرغم من وجود تلك الهيمنة العنكبوتية والدنيا الضوئية؛ فاعتماد بعض الصحف والمجلات المتنوعة من إدراج الكتيبات المتعددة معها إصداراً منها يُعَدّ نوعاً مهماً لرصد الحراك الثقافي، وكذلك الاهتمام الواضح بالكتاب؛ فصحيفة «الرياض» وكتابها عدد (176) لفهد عامر الأحمدي بعنوان «حول العالم - ماذا عن الاحتمال الآخر؟»، وكذلك «المجلة العربية» عدد (429) شوال 1433هـ، وكتابها المعنون بـ»موجز تاريخ الأدب الأمريكي» عدد- 190، ولسنا ببعيدين عن مجلة «دبي الثقافية» في عددها (86) يوليو 2012 وكتابيها (64) «موريتانيا موطن الشعر والفصاحة» لموفق العاني و(65) «من أوراق صحفي عراقي» لمحسن حسين، وكذلك «الأزهر» و»الدوحة» و»العربي» و»الهلال».. إلخ، ومطالبة البعض من المعنيين بهذا الشأن لأكثر من وسيلة إعلامية، بما فيها الصحف والمجلات، أن تصدر ملحقاً ثقافياً كل أسبوع كحال «الثقافية» الخميسي لـ»الجزيرة»، و»الثقافي» للاتحاد الإماراتية، و»المنتدى الثقافي» للشرق الأوسط سابقاً أو كل شهر «ككتاب في جريدة» و»كتاب الرياض» أو حسب الظرف الزماني والمكاني.. ولا تكتفي بما هو داخل الصحيفة أو المجلة، كل ذلك لدليل على وجود الكتاب وأهميته والتفكير بجد في أن فيه من يقرأ ويعيش حالة «الببلومانيا» مع الأوراق والكتب، إضافة إلى ذلك أن بعض الإخوة من الزملاء والأقرباء وإلى الآن يتضوعون أريج الكتب، ويتشنفون بأسماعهم عبير ذكرياتها وأحداثها ومصاعب الوصول إليها؛ فلا يُحضَر مجلسٌ أو مقهى أو أي مكان آخر للتنزه أو السفر طال أم قصر إلا ويحفل بعدد منها (الكتب)، وبدونها يشعر بالوحشة وتعكر المزاج، ومن طريف ميذكر أن أحدهم ذهب لتقديم واجب العزاء وتحت جناحيه بعض الكتيبات الصغيرة منتشرة يمنة ويسرة، وجلس على كرسي مفتوح الجوانب في صدر المجلس فتقدم أحدهم للسلام عليه، فقام تقديراً له، فقام معه ذلك الكرسي وسط استغراب الحضور؛ حيث الكتب أخذت مكانها بسرعة في تلك الفتحات، وها هم أيضاً زياراتهم المتكررة واختلافهم على معارض الكتب في أي مكان كان حتى بالسؤال والإيصاء. وتواصلاً مع ذلك فقد أشار الأستاذ «القشعمي» إلى أن الشاعر أحمد كلاس عيسى أحد أشهر الوراقين بحراج ابن قاسم قدم (5000) كتاب هدية لمكتبة الملك فهد الوطنية. وذكر «الكلاس» أنه اشترى كتاباً بـ(4000) ريال، ثم تم بيعه بـ (250) ألف ريال، وبيع الكتاب نفسه بلندن بمليون دولار («اليوم» عدد 14321 بتاريخ الخميس 12 -10-1433 هاني الحجي).
وعليه، فهل يبقى طريق للخوف أو مسار للقلق على الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي؟ (لا أعتقد ذلك)؛ فحتى المذاهب برمتها ومحافل العلم والتدريس قائمة بشكلها الممنهج على الكتاب في الموضوع والمرحلة والتوجه.
وكل عام وأنتم بخير، والكتاب في أتم حضوره وفائدته.
واصل عبدالله البوخضر - الأحساء