ها قد انقضت الإجــازة فكل فرد منا له عمله فمنهم من اغتنم أيام الإجــازة بالأعمال الخيرية والتطوعية وأدى الصلاة على كمال وجهها وصام رمضان وقام في الليل والناس نيام... وغيرها من أعمال الهدى.. ومنهم من عانق الإجــازة بأساليب الزيغ والميل عن الاستقامة كمن لم يقم الصلاة على الوجه الأمثل أو افطر عامدا متعمدا في شهر العتق من النيران أو عقّ والديه... وغيرها من أعمال الضلال..
وهنالك أناس قد حالتهم المنية فلم يدركوا هذا العام.. وقد انطوت صحائف أعمالهم بحسناتها وسيئاتها.. فرحماك يا رباه بهم !!
وبعد ذلك كله:
ها هو العام الدراسي سيحل بطلته البهية.. وها هي إشراقة شمس الصباح ستعانق هاماتنا !! سعدنا لهذا القدوم بعد طول الغياب.. فيا طول الغياب ويا محلى ساعات اللقاء !! لكن هنالك ما يعيق تلك المشاعر الجياشة لبداية ذاك العام لدى غالبية إخواني الطلاب وآبائي المعلمين.. فلمَ هذا التحسر والشعور بالتعاسة ؟!
ألم تنظروا الى الشعوب الغربية ما حالها اليوم، ألم تبصروا ما هم به من مجال واسع في مدارك العلوم بشتى أنواعها، فلم لا تجزموا أن تشعوا للعرب صوتا وان تجعلوا لهم كل ما كان للغرب وأكثر.
فيا أحفاد الصحابة !! ويا من بكى نبي الرحمة شوقا لرؤيتكم.. نتمنى من كل فرد أن يشيد قواعد البناء فأنتم هامات ستكمل مسيرة العمار، أنيروا عقولكم وشيدّوا مدارك إبصاركم في تلك العلوم !!
ألم يكفكم قول الهادي البشير والسراج المنير حينما قال: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)، كما أيضاً ورد في محكم التنزيل {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
فشتّان بين العالم وغير العالم.. حتى في القرآن الكريم جعل الله منزلة العالم أعلى من منزلة الجاهل..
إخواني الطلاب: أقيموا الفرح والسرور على من تعبوا في تربيتكم واجعلوهم يفخرون بكم حينما يسألون عنكم..
ستحصدون ثمارا قد زرعتموها في مسيرتكم العلمية.. فاجعلوا زرعكم ثمارا يقتدى بها لا يفر منها...
إنّ غدا لناظره لقريب فهي أيام قليلة، وسنرى تلك الهامات جبالا شامخات فالله الله بالعلم فهو من أفضل الأعمال وأجلّها..
وفي الختام:
أسأل الله أن يزيدكم من العلم ما فيه خير للناس ويجعلكم محطا للفخر والإعجاب.. وكل عام وأنتم سعداء محررون من أغلال الحديد فائزون بيوم الوعيد (اللهم آمين)...