فاصلة:
((الحق كالنار عندما نحاول تغطيته يحترق))
- حكمة عالمية -
لن أكون حكيمة مثل اليابانيين وأردِّد مثلهم «أن تصل متأخراً أفضل من ألاّ تصل أبداً «، ولن أمتدح الخطوة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم والتي تأخرت أعواماً مديدة وأخذت في النقاش عاماً كاملاً.
القصة أنّ منهج مادة الحديث للصف الأول الثانوي يحتوي درساً يتحدث عن خطر الابتعاث على قيم المبتعثين وعقائدهم،
وحسب جريدة الحياة في عددها الصادر يوم الأربعاء 5 سبتمبر 2012، فإنّ درس الحديث بعد التعديل وإعادة الصياغة تم استبعاد عنوان «خطر الابتعاث» منه، وأضيفت بعض الأنشطة التي تناقش أهمية الزواج للمبتعث ووجود الرحلات العلمية في الصدر الأول للإسلام.
لكن ما زالت هناك رسائل أكثر من ضمنية تخوّف من الابتعاث، حيث يمتدح الدرس الابتعاث إلى البلاد الإسلامية ولا يؤيد الابتعاث إلى الغرب بل يجيزه بشروط وكأنه أمرٌ محرّم!!
والسؤال ممّ تخاف وزارة التربية والتعليم وهي هيئة حكومية أن تؤيد مشروع الابتعاث الخارجي؟
هل تخاف من أعضاء اللجان التربوية في الوزارة نفسها الذين دأبوا على منع الجديد، أم تخاف المجتمع التقليدي الذي يتغيّر وهي ما زالت تحسبه كما السابق ؟
اعتقد بأننا لن نتوازن كمجتمع إنساني ما دمنا نستمر في التناقض وإرضاء مجموعة من الذين يتشبّثون بقاعدة درء المفاسد، في زمن صارت فيه المفاسد متاحة في كل مكان ولن يدرأها نظام أو تقنين إداري.
ما اختلافنا عن المجتمعات الإسلامية التي تبتعث أبناءها إلى الغرب؟
هل هناك دراسة مثلاً تقول إننا كمبتعثين ملتزمون بالسلوك الإسلامي أكثر من المجتمعات الإسلامية الأخرى؟
كنت أتمنى من الوزارة أن تكون أكثر جرأة في الحق وتساند أكثر من 150 ألف مبتعث بحذف هذا الدرس، واستبداله بدرس آخر عن اختراعات المبتعثين وإنجازاتهم غير المسبوقة في مجالات العلم والمعرفة في أي من مناهجها.
nahedsb@hotmail.com