في المراعي وبجوار غابة واسعة، عاش الساحر الذي كان له قطيع كبير من الأغنام. كان في كل يوم يأكل خروفاً من القطيع. وكانت الأغنام تسبب له الكثير من القلق - بسبب هروبها إلى الغابة، وكان عليه أن ينفق الكثير من الوقت في محاولة القبض على الأغنام، وتجميعها في قطيع. بالطبع الأغنام كانت تبدي مقاومة وتقوم بالصراخ. فقرر الساحر ابتكار خدعة - تحدث إلى كل غنمة على حده.
وقال لواحدة: «أنت لست غنمه، أنت إنسان، لا داعي للخوف، لأنني أقتل وآكل الغنم فقط، فأنت الإنسان الوحيد في القطيع - أفضل صديق لي».
للثانية، قال: «لماذا تركضين بعيداً عني مع الأغنام الأخرى. أنت لبؤة ولا داعي للخوف. أنا فقط اقتل الأغنام، أما أنت فصديقتي.»
الثالثة، قال لها «لست بغنمة فأنت ذئب، وأنا آكل فقط الأغنام، بالنسبة لي فأنت أفضل صديق، لا يوجد داعي للخوف.»
وتحدث مع كل الأغنام وأقنع كل غنمة أنها ليست بذلك الحيوان الضعيف، ولكنها حيوان مختلف، وهو يختلف عن سائر الأغنام في القطيع. بعد تلك المحادثة، تغير سلوك الأغنام تماما - فهي ترعي بهدوء ولم تعد تهرب إلى الغابة. عندما كان يقتل الساحر الأغنام الأخرى، كانوا يقولون: «حسنا، هو فقط يقتل الأغنام، وأنا - أسد، ذئب، أنا أفضل صديق، لا شيء للخوف.»
توقفت الخراف التي تتعرض للقتل عن المقاومة،. كان يأتي إلى كل واحد منها ويقول، «أوه، أفضل صديق لي، نحن لم نتحدث منذ زمن. تعال إلى فناء منزلي. أحتاج مشورتك بشأن الخراف.» كان يمشي بكل فخر إلى حتفه، كان بكل سرور يحدث الساحر عن أحوال قطيع الأغنام،، وبعد ذلك يقوم الساحر بقتله.
في النهاية لم يعودوا يفكروا بالموت الوشيك، كانت الأغنام أقل عصبية، وتعيش بهدوء وراحة بال، مما جعل لحومها ألذ بكثير. أصبح الساحر بسهولة يتحكم بهذا القطيع الكبير من الأغنام، وإذا ما حاولت غنمه أن تخرج عن القطيع، أو تتحدث بواقع حال الأغنام. هبت الأغنام الأخرى التي تعتقد بنفسها الأسود والذئاب وأصدقاء الساحر لمقاومتها والوشاية بها، لتكون في اليوم الثاني على مائدة طعام الساحر.
تعرض الجميع للقتل بهدوء ولم يقاوموا عندما أنكروا ذواتهم!
هذه حكمة عميقة، بالمناسبة.. ماذا ترون أنفسكم؟