كتب ا.عبدالإله بكار في كتاب مالانعلمه لأولادنا- كلماتي الأولى -عن مفاهيم تربوية هامة ومنها عن الأهداف حيث يقول:
الهدف هو الغاية التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها ويسخر كل ماأوتي من إمكانيات وطاقات في سبيل بلوغها والهدف يجب أن يكون واضحا ودقيقا وواقعيا كأن يكون هدف طالب المرحلة الثانوية النجاح والحصول على معدل يمكنه من الدخول إلى كلية الهندسة مثلا.فهذا الهدف غير مبهم ومحدد وكذلك واقعي لأن صاحبه طالبا في الثانوية بينما إذا كان صاحبه أميا لا يجيد القراءة فإن هذا الهدف لايكون واقعيا بالنسبة له،وغير ممكن التحقيق وحتى يكون الهدف واضح المعالم يجب كتابته ووضع خطة مدروسة لتطبيقه وشرح كافة المراحل التي يجب إنجازها وذلك لمعرفة ماتم تنفيذه والخطوات اللاحقة التي يجب القيام بها،ويجب التمتع بإرادة قوية وعزيمة وإصرار.وعلى الآباء أن يبينوا للأطفال أهمية الهدف في حياة الإنسان وذلك بتقريبه أولا إلى أذهانهم وإن كان بسيطا في البداية والأفضل أن يكون قريبا وأن يقطفوا ثماره مباشرة ويجب أن يكون الهدف محببا إلى نفس الطفل حتى يشعر بالنشوة والمتعة والفائدة الملموسة عند بلوغه ليشكل دافعا قويا له للإنطلاق إلى هدف آخر أكثر سموا.ويجب أن ندربه منذ الصغر على وضع الخطط ورسم إحداثيات بلوغ الهدف وكتابة كافة المراحل وممارسة النقد الذاتي وتقبل نقد الآخرين لتقييم مراحل تنفيذ الهدف ونعلمه أن يقدر أهمية الوقت لسرعة إنجاز مهامه وأن يبتعد عن التسويف والتأجيل.وعلينا أن نعلم الطفل اختيار أهداف تناسب امكانياته وطموحه وأن يكون بلوغها ممكنا حتى لايصاب الطفل بخيبة أمل في حالة الفشل مما يشكل لديه ردة فعل عكسية فالهدف بالنسبة للطفل الصغير الذي يتعلم المشي هو الوصول إلى يد والده التي يراها بعيدة عنه ثم الاستناد عليها فتجده ينقل خطواته بسرعة ويؤجل السقوط إلى أن يصل إلى هدفه وتكون فرحة والديه وتقبيله هي المكافأة التي ترضي غروره.كما أنه من المهم أن يفهم الطفل الهدف السامي لوجودنا وهو الفوز برضوان الله تعالى ويجب أن نسخر جميع أهدافنا لتحقيق هذه الغاية النبيلة وأن تكون هذه الأهداف مشروعة وصادقة..ولنا في قصص الأنبياء خير دليل على الإصرار والسعي الحثيث لبلوغ الهدف وخاصة قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة فهو أسوة حسنة ومثال على التصميم والإرادة لبلوغ الهدف وهو نشر الرسالة وتبليغ الأمة بتعاليم الدين الحنيف وكلمته المشهورة التي قالها لعمه:»والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهه الله أو أهلك دونه» هذه الكلمة تمثل تحديا لمواجهة كل الصعوبات في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود.