كل الدول العربيـة والإسلامية تقريبا ثبتت إجازة نهاية الأسبوع بيومي الجمعة والسبت بل إن بعض هذه الدول ذهبت أكثر من ذلك فأقرت بأن تكون أجازتها يومي السبت والأحد حتى تتوافق مع بقية دول العالم وخاصة المتقدمة لأهداف اقتصادية بحتة لا علاقة لها بأي معتقدات دينية.لا نريد أن نذهب بعيدا فالمهم لدينا نحن المسلمين يوم الجمعة فهو عيد إسلامي يشهده سكان العالم الإسلامي كل أسبوع، وهو أفضل يوم طلعت عليه الشمس. روى أبو داود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير أيامكم يوم الجمعة»، فيوم الجمعة يوم عيد يختص به المسلمون يؤدون فيه صلاة الجمعة ويرتاحون فيه بعد عناء أسبوع من العمل الشاق لذلك لا يمكن لأي مسلم العمل الطويل في مثل هذا اليوم أو التخلي عنه تحت أي مبررات حتى ولو كانت اقتصادية. الاختلاف هنا بين الخميس والسبت هناك من يري أن اعتماد الأجازة يوم السبت إلى جانب الجمعة وتغييره من الخميس فيه مخالفه لله وتشبه باليهود وأن يوم الخميس ظل مرتبطا بالجمعة ولا يجوز للمسلمين التشبه بأهل الديانات الأخرى، لنفترض ان الإجازة الأسبوعية يوما واحدا فبالتأكيد سيكون يوم الجمعة لان هناك دولا إسلامية لا تعطل إلا يوما واحدا في الأسبوع وهو يوم الجمعة، ودولا أخرى تعطل بنظام الورديات فالجمعة لفئة والسبت لفئة والأحد لفئات أخرى، وبعض الشركات الكبرى هنا في السعودية تمنح منسوبيها إجازة يومين على أن يختار الموظف أيام إجازته من بين أيام الأسبوع وعليه فقد تكون إجازة الموظف يومي الاثنين والثلاثاء بينما يعمل بقية أيام الأسبوع بما فيها يوم الجمعة.
لو رجعنا للدين الإسلامي سنجد أن مبدأ الإجازة غير وارد إطلاقا وأن النص دائما على العمل، وندب الشارع الحكيم المؤمنين على السعي للصلاة يوم الجمعة أي أنه أباح لهم العمل قبل وبعد الصلاة والتوقف عند سماع النداء فقط قال تعالى «يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون» فأمر سبحانه بانصراف الناس لأعمالهم فالإسلام دين عمل وليس كسل أو نوم، وبما أن مبدأ الإجازة مستحدث اقتضته مستجدات العصر وتنظيماته فإن إقرارها في أي وقت لا يتعارض مع الدين الحنيف.
الدوافع لتغيير الإجازة من الخميس إلى السبت إضافة للجمعة اقتصادية ولا تمس مبادئ الدين كما يروج البعض وقد تحركت خلال اليومين الماضيين جهات بارزة وكبرى في القطاع الخاص وطالبت وزارة العمل بتغيير موعد الإجازة الرسمية من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت إن أصرت الوزارة على خفض ساعات العمل لتتمكن تلك الشركات من التواصل مع الفروع الخارجية والشركات الأجنبية لمدة أربعة أيام في الأسبوع بدلا من ثلاثة أيام وهي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء فقط ولا أعتقد أن القطاع الخاص سيطالب بتغيير الإجازة لأهداف ضد الدين وإنما يسعى للحفاظ على مصالحه ومكتسباته، لذلك فإقرار إجازة نهاية الأسبوع يومي الجمعة والسبت سيكون له مردودات اقتصادية واجتماعية كثيرة.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15