الفنان الزميل والصديق عبد الرحمن السليمان رفيق الدرب التشكيلي والإعلامي المشارك بفعالية في حمل هموم التشكيليين وتوثيق مسيرتهم، أصبح له بها مساحة في ذاكرة كل من على الساحة المحلية والخليجية والعربية نتيجة لحضوره الكبير في الكثير من المناسبات في الداخل والخارج، يعيش حاليا مرحلة من إعادة ترتيب أوراق مسيرته بعد استراحة المحارب من عناء العمل الإداري كأول رئيس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية واستقالته المدعومة بانشغاله في جدول أعماله المتنوع بين إنتاج للأعمال الفنية والكتابة في عدد من الإصدارات الإعلامية الورقية منها والالكترونية والتأليف في مجالات النقد التشكيلي وحضوره المناسبات التشكيلية العربية والدولية.
إشارتنا اليوم لاستحضار جزء من ذلك التفاعل التشكيلي وليكن عن دوره في جمعية التشكيليين مع نخبة من الأقلام ابتداء من مطالبتهم بتأسيسها مرورا بما واجهوه خلال ذلك من الكثير من المواقف المعاكسة التي تحاول ألا يتحقق مثل هذا المطلب وصولا الى سعادته بتحقيقها وتأسيسها يضاف اليه إن أصبح اول رئيس لها منح له المنصب باجماع التشكيليين نتيجة ما يحظى به من تقدير الجميع.
لقد جمعتني به الكثير من الظروف والمناسبات والمواقف التي أكدت قيمة معدنه الانساني، صديقا صادقا وموجها هادئا وحكيما يزن الأمور، محبا للجميع ممسكا بعصا العلاقات من منتصفها، يحزنه ان يرى خلافا يقدر ويحترم الاختلاف اكتسبت من عملي نائبا له الكثير من الخيرات في مقدمتها الصبر والتأني فأبقاها بعد ترجله عن صهوة عطائه الإداري أنموذجا إداريا ومنهجا يمكن ترسيخه في قادم الإدارات التي ستتحمل مسئولية الجمعية من الأجيال القادمة.
الزميل عبد الرحمن يبقى في ذاكرتنا المسئول الأول والرئيس المؤسس حتى بعد استقالته مهما اختلفت الإدارات والمناصب من جيل إلى جيل أشعر بحضوره ومشاركته في كل هاجس يحملني للبحث عن مستقبل الجمعية بعد تكليفي برئاسة مجلسها إلى أن يتم انعقاد جمعيتها العمومية، مرحلة أصبحت فيها على المحك وأمام ما كان يواجهه، استعيد في كل موقف يمر بي فيما يخص الجمعية ما كنا نتباحث فيه معا حول إمكانية إيجاد الحلول، قدم ما يرضي ضميره واجتهد وقارب الصواب لكنه اختار الاعتذار حينما صدمته الحقيقة، بان لا ميزانية ولا دعم ولا مواقف مشجعة من الجهات المعنية بالثقافة، ورغم ذلك وما أحدثته استقالته من فراغ يبقى الزميل والصديق والمستشار (ولو عن بعد).
الحديث عن زميلنا الفنان عبد الرحمن السليمان لا ينتهي كما هو بقاؤه في كل جزء من الساحة، لكنني بهذا اقطع الطريق على الذين لا يحضر اهتمامهم بالساحة عامة وبالجمعية خاصة إلا حينما يجدون فيها مدخلا لإحداث نوع من التشكيك في اختلال العلاقات بين أفراد نذروا أنفسهم خدمة للوطن ولإبداعهم المنطلقة من قيم ومبادئ أصيلة ومن عشرة عمر تزيد من تلاحمهم.
monif.art@msn.com