الصحة مطلب غال للجميع، والبحث عن كل ما يطورها ويساعد على سعادة المرضى هاجس الجميع، ولا سيما أصحاب القرار والشأن الصحي من أطباء ومسئولين وإداريين بالمناطق والمحافظات السعودية.
وفي محافظة الرس منذ سبع سنوات وحتى هذا العام الهجري1433هـ تستضيف المحافظة نخبة من أبنائها الأطباء الأكاديميين والمتخصصين في كبرى القطاعات الصحية في بلادنا.. وقد كانوا ولا يزالون أبناء بررة أوفياء لديرتهم ومسقط رأسهم التي تتشرف بهم وتشكرهم وتثمّن كل جهودهم في خدمة مستشفى الرس وربطه بالمستشفيات الكبرى والمدن الصحية بالعاصمة الرياض والمدن الأخرى. وقد احتل مستشفى الملك فيصل التخصصي الريادة في نتائج التعاون الطبي واستمرارها مع محافظة الرس.. وهذا الإنجاز الذي يذكر فيشكر وراءه رواد أوفياء لم يكلوا أو يملوا وهما الدكتور سليمان القزلان والدكتور طارق العايد.. ونحن هنا لا ننسى جهود بقية إخوتنا الأطباء في قطاعات طبية مدنية وعسكرية.
وقد كان لي شرف حضور الملتقى الثامن للأطباء.. وأدهشني حُسن الإعداد والتنظيم والترتيب.. والتي ساهمت فيه الغرفة التجارية والصناعية بالمحافظة بالتعاون مع مستشفى الرس وإدارة التربية والتعليم بحضور محافظ الرس وبعض الوجهاء والأكاديميين.. ولكني لاحظت قلة أعداد الأطباء المشاركين في هذا الملتقى، رغم أنه يأتي في ثاني أيام عيد الفطر المبارك.. والذي لفت انتباهي هو انخفاض المشاركة قياسياً عن السنوات السابقة بصورة سلبية جعلني أتساءل عن الأسباب والحلول.. وهل فعلاً هناك عقوق من فئة الأطباء أم أن ظروفهم العملية وارتباطاتهم الخارجية وراء ذلك، وربما أن الدعوة لم تصل إليهم بصورة إيجابية، لعلنا نبحث العذر لهم هذا العام، ولكن أرجو أن يكون الحضور في العام القادم إيجابياً وأن يكون التواصل معهم من قبل العلاقات العامة بمستشفى الرس في وقت مبكر. وعوداً إلى اللقاء؛ فقد سادته روح المودة والبساطة، وكان فيه حرية طرح الرأي ومعالجة السلبيات وتعزيز الإيجابيات وتقريب وجهات النظر.
ومن الطرح الذي أعجبني فكرة (جمعية خيرية طبية) التي طرحها الدكتور إبراهيم الدويش، وقد لا تكون مجانية ولكنها تكون برسوم تناسب قدرة ذوي الدخل المحدود، وتكون سياستها العليا تحت إدارة طبية مختصة. أرجو إعادة النظر في هذه الفكرة (الطبية) وتشجيعها حتى تقف على قدميها وهي لن تأتي إلا بعد جهود كبيرة وتحتاج إلى رأس مال مؤسس وستخضع لنظام المحاسبين. بالطبع إنه حلم متعب لكن في النهاية جميل. أما زيادة التعاون بين مستشفى الرس والمستشفيات الأخرى، فهذا مطلب ملح وعاجل، ويفضل أن يشمل عدة تخصصات ونظام الطبيب الزائر (بالداخل) نرجو أن تتجه وزارة الصحة إلى تسهيل هذه الخدمة الطبية حتى نسهل على المرضى قدر الإمكان (الكشف الأولي) على الأقل وتخفيف أعباء السفر والانتظار الطويل، وهي تدخل ضمن الخدمات الإنسانية للمرضى.
وكنت أرغب أن يتم مناقشة ضعف الخدمات بالمحافظة وقلة المرافق الصحية وطرح الرؤى حول هذا الموضوع. وبهذه المناسبة أشكر الجميع على تفاعلهم وأقدم شكري للدكتور سليمان القزلان من المستشفى التخصصي الذي كان كبيراً في إدارة اللقاء والتفاعل مع الجميع والطرح الرائع، فهنيئاً لنا بمثل هذا الابن البار الذي يتحدث بهَمٍّ كبير وحرقة نابعة من القلب. وإلى اللقاء.
Rasheed-1@w.cnالرس