نعم.. دعا قائدنا ومليكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله وسدد خطاه إلى التضامن العربي الإسلامي ولم الشمل.. وتوحيد الكلمة.. ووحدة الصف.. دعا وهو يعلم أنه ما تبعت أمة هذا التضامن.. فلن تفشل وتخسر أبداً.. بل ستظل خالدة أبد الدهر.. ولم تكن هذه أول دعوة يحث فيها إلى التضامن ولم الشمل بين العرب والمسلمين لتستطيع أن تقف صفاً واحداً.. كثيري العدد.. مجتمعي الكلمة.. فتعم البركة.. ويكثر الخير.. ويتعاون الجميع.
وسوف نرى هذا التضامن المنتظر إن شاء الله المثال الذي يحتذى لأن الملك عبدالله حفظه الله، لم يرَ طريقاً لإصلاح المسلمين إلا دعا إليه.. ولم يجد باباً يؤدي إلى الشر إلا حذر منه.
كررها في عدة مناسبات بأن وحدة كلمتنا الإسلامية ليست لصالحنا فقط.. إنما لمصلحة الإسلام والبشر جميعاً.. كما أننا دعاة أمن واستقرار.. وسعينا إلى التضامن والتعاون خير للجميع.. لأننا نريد عالماً.. تسوده الحرية ويسوده السلام.. ويسوده التعاون.. وتسوده المحبة.. لأننا في خضم الهزات والتيارات الدولية.. فبات المسلمون أحوج إلى التعاون ووحدة الكلمة.. وليعلم الجميع أننا دعاة سلم ومحبة، ولكننا لسنا بأذلاء، وإني لأهيب بالمسلمين أن يهبوا لنصرة دينهم.. والدفاع عن مقدساتهم، ولنعلم جميعا أن الدعوة لله والإسلام مفروضة علينا الأعداء كثيرون.. واعتمادنا على الله ثم العرب والمسلمين.. لأن الإسلام هو القوة الدافعة لكل إصلاح.. فيجب علينا نحن المسلمين.. أن نتخذ هذا المؤتمر.. مجمعاً لنا.. وأداة لحفظ الإسلام وتقويته مستغلين هذا المؤتمر في معالجة قضايانا وفي بسط آرائنا تجاه الإسلام، وفي كسب الناس وجلبهم إلى هذا الدين ببسط حقيقته على جميع الناس كافة، فلو عملنا ذلك.. فسوف نحيا حياة إسلامية هانئة، يسودها الصفاء ويعمها النقاء.. ويواتيها النصر.. والخير العظيم.. والنفع العميم.
أجل لقد منَّ الله على المسلمين بعبدالله ملكاً وقائداً.. فاستحق الثناء والتقدير من كل قلب.. وعن كل لسان.. ليس في الداخل فحسب.. وإنما في جميع القضايا العربية والإسلامية التي أصبح أبناؤنا ينظرون إليه.. نظرة الأب البار.. وقدوة لكل عمل.. ومنبع لكل جيل.
وفقه الله وسدد خطاه.. وأعلى كلمته.. وجعله ذخراً لكل مسلم وعربي.. وأيد به الإسلام.. وأيد المسلمين به.. إنه سميع مجيب.