لا بد أن تدور عجلة الزمن فتتغير معها الكثير من الأمور وتتبدل معها الكثير من الأحوال والأشخاص، وعبر تاريخ هذه الحياة تتعاقب مسؤوليات على إدارتها، وليس شرطا أن تكون تلك المسؤوليات على الدوام أهلا لتلك المكانة التي تعطيها حق التغيير والحصانة.
فقد تأتي مدمرة لما سبقها من إنجازات قديمة، وتخلق ديناميكية فكرية وصناعية عاجزة عن الإبداع لأنها جاءت من غير بصيرة، ومن غير ارتباط يؤسس لها الأرضية الجدّية للتقدم، ولإيجاد البدائل الموضوعية في حالة الحاجة لذلك.
فهي جاءت متصنعة للتجديد، ولإلقاء التهم على الماضي برمته، بوعي أو بغير وعي، إن الارتباط الحضاري تاريخيا هو أساس التقدم السلس المبني على قاعدة ثابتة، ولا يمنع ذلك من بعض التغيير، أما أن تأتي ماحقة لكل شيء فهذه هي المعضلة التي أبقتنا نحن العرب في وقتنا الحاضر على وجه الخصوص كأمة متذبذبة لا هي إلى تاريخها ولا هي على كفاءة للغربيين الجدد..
ليس هذا في المجال الواسع كأمة ولكن حتى على سبيل الأفراد «المسئولين»
فالكثير يحاول جاهدا حين يتقلد المنصب، إفساد ما كان قبله، وتحجيم جهوده، بحجج مجردة، فتدور العجلة بالبلد بدون إنجاز يذكر، فقد جاء هذا الأخير ليصحح الأوضاع التي قبله «ظنا» وليس ليطورها!
أنها أشبه بإنتاجية ذاتية شكلية لإنفاذ الهيمنة وتجسيد الواقع الجديد كبدائل وما هو غير تكرار سقيم، يعيد نفس المشهد للأفق المسدود.
وحتى حين يحصل نوعا من التطوير يبقى محتاجا و رهنا لزمن التراكمي وهو عكس ما يحاول المجدد الراهن برهنته!
فأنّا له بعلاقات وتوازنات أسلم من التي كانت من قبله وكيف يثبت أحقيته هو وليس كونه مجرد محرك مرتبطا بمجتمعه.
هذه الإشكالية لا تتعارض مع صحية الاختلاف، ولكن حين يكون الضمير والأمانة والكفاءة هي المحك الذي تنبري به عقبات المجتمع المتأمل.
في أمان الله