أتوجه دوماً إلى الإحصاءات التي تصدر عن جهات محايدة، ليس لأنني لا أثق بالجهات التي تُصدر الإحصاءات، ولكن لأنني أعرف الآلية التي تقوم بها الجهات بإصدار إحصاءاتها، وهي آلية تميل إلى الإيجابيات وتتحاشى السلبيات، وهذا طبيعي بالنسبة للجهات، ولكنه محيّر بالنسبة للمراقبين والمتابعين.
أثق بكلام اللواء فهد البشر مدير عام المرور بأن برنامج ساهر قلل عدد الحوادث في المملكة، لكن رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية الدكتور عبد الحميد سليمان المعجل يقول: إن المملكة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الحوادث المرورية والتي تساهم في تكبد خسائر في الأرواح إضافة إلى الخسائر الباهظة للاقتصاد الوطني والآثار الاجتماعية والصحية الناتجة من الحوادث المرورية.
الدكتور المعجل بيّن أن الإحصاءات تشير إلى أن أكثر من 300 ألف حادث مروري يقع في المملكة سنوياً ينتج عنها وفاة أكثر من 6000 شخص وإصابة أكثر من 30 ألفاً, وأن أكثر من 30 % من أسرة المستشفيات مشغولة بإصابات الحوادث المرورية وتتكبد المملكة حوالي 13 مليار ريال سنوياً نتيجة لهذه الحوادث.
أتمنى أن برنامج ساهر يقلل فعلاً من هذه الحوادث المتزايدة يوماً بعد يوم، والتي إن أردتم أن تعرفوا مدى بشاعتها، فما عليكم إلا أن تقلبوا صفحات جرائدنا اليومية، لتشاهدوا أن أقل حادث، تنشطر فيه السيارة نصفين، ويلقى كل من فيها حتفه.