كشفْ وزارة الداخلية المستمر (لموقفها القوي) من ضبط وإبطال ومنع تهريب أطنان من السموم المخدِّرة إلى داخل المملكة، فيه (دلالة كبرى) على شراسة المعركة التي يقودها رجال مكافحة المخدِّرات في وجه (عدوٍّ خفي) متلوِّن ومتغيِّر دائماً، يتشكّل بصور جديدة في كلِّ مرة وكأنه (إبليس اللعين)، بل إنّ مهرِّبي ومروِّجي المخدِّرات (أخوان للشياطين) بعملهم الدنيء في قتل الأنفس وتدميرها ومحاولة تمزيق المجتمع وتفكيكه..!.
لقد جعلتنا وزارة الداخلية بشفافيّتها مع المواطن، نشعر بحجم التحدي المشترك لمواجهة هذه الآفة التي لا تقل خطورتها على المجتمعات من خطورة الكوارث الطبيعية والحروب، لاستهدافها (أغلى وأثمن) ما تملك الأوطان، وهم شبابها وشاباتها الذين يشكِّلون الأساس لكلِّ تنمية.
لم يَعُد التطوُّر مقتصراً على تلك (الطرق القذرة) للتهريب والترويج، والذي قد يجد غطاءً ومساعدة ومساندة من بعض الجهات والعصابات في بعض الدول، التي لها مصلحة مالية وتجارية في (تهريب المخدِّرات) للسعودية، أو تلك التي تستهدف شبابنا ومجتمعنا السعودي المسلم، بل إنّ التطوُّر وصل على ما يبدو لأدوات الإدمان وأنواعه وشرائح المدمنين، بدءاً من استغلال ظروف كل شريحة، من الشباب والفتيات ومعرفة ما يعانونه في كل مرحلة، ومحاولة إسقاطهم في شراك وشباك (الوهم)، لتبدأ من هنا عملية التدمير النفسية والأخلاقية..!.
مهما وصلنا من إمكانيات (موفّقة ومسدّدة) لمكافحة المخدِّرات وضبطها عبر الأجهزة الأمنية، ورغم إبهارنا العالم بقدرتنا على اختراق تلك العصابات ومتابعة خططها منذ البداية وكشفها قبل وصولها للمملكة، يبقى هناك دور يكمل هذه الصورة الجميلة ويساعد في حماية أجيالنا من المخدِّرات واجتثاثها وهو دور الأُسرة والمجتمع..!.
الأُسرة لأنها (جدار الحماية الأول) في ضمان عدم انحراف أحد أفرادها عن مساره الطبيعي، إحدى الدراسات تقول إنّ أكثر من (97%) من المدمنين هم نتاج أُسر مفكّكة ( كعامل ثابت) للإدمان، ثم يأتي المجتمع بكلِّ مؤسساته ومنها المدرسة التي اختتمنا بالأمس أسبوعها الأول ووجوب استعادة هيبتها (كمؤسسة تربوية)، فالمسجد ودور (إمامه الغائب) في حماية المجتمع وتفقُّد الحي وأهله، ووجوب تسخير منبره للحديث عن هذه الآفة وتوعية الآباء والأمهات بهذا الخطر، ثم المؤسسات الأخرى للمجتمع والتي يجب عليها مساندة ما تقوم به الجهات الأمنية (بمنع التهريب والترويج) بالحد من الإدمان ومعالجة أسبابه وآثاره..!.
إنّ من قاموا بعمليات ضبط وكشف المخدِّرات من رجال المكافحة والجمارك، يستحقون الشكر منا كمجتمع على حمايتنا ومنع دخول هذه الكميات المهولة من السموم، وأخال أنهم يجدون كلّ تقدير من جهاتهم، ولكنني أدعو أيضاً إلى مكافأتهم لتحفيزهم على مضاعفة الجهد لمواصلة حمايتنا من شرور الأشرار ومكائدهم...!.
شكراً لسمو الأمير أحمد، وشكراً لسمو الأمير محمد، وشكراً لكلِّ رجالكم الأبطال.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com