كان مساء السبت الماضي جميلاً بكل ما فيه، جميلاً لأننا كنا في الدور 77 في برج المملكة بالرياض (مطعم سبازيو)، بارتفاع 300 متر عن سطح الأرض، كان جميلاً لأننا وصلنا لهذا الدور خلال 50 ثانية عبر مصعد - صاروخي - مجهز لهذا الغرض، جميلاً لأن تلك الليلة جمعتنا بنجوم اليوتيوب، وبعدد من الإعلاميين الأعزاء.
المكان كان مفعماً بجمال النجوم الشباب، والمكان كان مرتفعاً بحجم الهمم السامية، وطاولة المؤتمر كانت عالية وقريبة من السقف، لدرجة أن أحد نجوم خواطر الظلام لمس الثريا بيده في لفتة ذكية منه صفق لها الحضور كثيراً، قائلاً: “المكان مرتفع لدرجة أني ألمس الآن الثريا” ولمسها بيده فعلاً وحقيقة وصوتاً وصورة.
كان الفنان - إبراهيم الخير الله صاحب شخصية التمساح اليوتيوبية هو عراب الجلسة، وذلك حين أعلن عبر المؤتمر الصحفي الذي أداره لصالح شركة (لاكستشري إفنتس) عن توقيع عقود مع نجوم الفن واليوتيوب الشباب لإدارة أعمالهم وتنظيم برامجهم على مدار العام.
أعلن إبراهيم الخير الله عن نية الشركة في تقديم خدمات إنتاجية وتسويقية عالية المستوى للنجوم الذين احتضنتهم الشركة في خطوة رائدة تعطي للفن قيمته، وتحقق عائداً مادياً مجزياً للفنان يوازي موهبته، فمع هذه المبادرة يكون للفن عائد، ويكون للفنان قيمة، ويكون للفنان موقع.
في تلك الليلة انتهت سياسة (أبو بلاش) وانتهت أسطورة (أنصاف المواهب) وأغلق الباب على (دخلاء الفن)، وباتت الموهبة هي سيدة الموقف: لا واسطة في الفن ولا جنسية ولا سماجات.
كنت أشرت إلى ذلك من خلال أوراق عمل قدمتها حول (اقتصاديات الفنون) وأنها مرحلة ملحة كفيلة بأن تنهض بالفنون إلى درجات أعلى مما هي عليه الآن، وكفيلة بأن تلغي كل معاني الشللية والواسطة والضعف والدخلاء.
اقتصاديات الفنون هي مستقبل الفن في بلادنا، واستقلالها هو الخطوة الأولى، استقلالها من ربقة الدائرة الحكومية، وتجعلها تعمل عبر منشآت اقتصادية صغيرة لها (تنظيم) واضح ودقيق يصدر من وزارة الثقافة والإعلام، تعمل فيها المؤسسات بحرية تامة ووفق قوانين رسمية مصادق عليها من الجهات العليا.
مؤتمر السبت خطوة في مجال اقتصاديات الفنون، قبل عام كنت أقول (أحلم بذلك) واليوم بات حقيقة عبر فريق عمل جاد وعقليات معاصرة، لا تدير أعمالها (بالتعاميم) و(الخطابات) التي يوصلها مراسل هزيل بمواصفات سلحفاة.
nlp1975@gmail.com