لا يمكن لمن يتابع الصحف اليومية إلا ويجد تقريبا وفي كل يوم مقال أو خبر أو قصة أو موضوع عن الخطوط السعودية وجوانب تتعلق بالقصور وتواضع الخدمة، واللا مبالاة ...إلخ.
أصبحت اسطوانة الخطوط السعودية مملة، لدرجة أصبحنا نقول معها الضرب في الميت حرام، لكن الحرام الحقيقي هو احتكار الناقل الوطني للسوق المحلية وكونه الوحيد المتاح.. لذا ستبقى الشكوى وستبقى اللا مبالاة في مقابلها من هذه المؤسسة العصية على التغير.
لم يحدث أن يجمع الكتاب على الشوائب الكثيرة التي أصبحت صفات أساسية للخطوط، والتي تبدأ من “الأرض”، من موظفي الحجز والمطارات، وصولا إلى الخدمة على الطائرات، طبعا لا يمكن أن ننسى أبدا ما تشكله المطارات هي الأخرى من هاجس بسبب الحالة المتردية التي وصلت إليها الكثير من المرافق والخدمات.
يقول الزميل يوسف المحيميد “حجزي ومقعدي مؤكدين، ورحلتي داخلية، وبلا عفش، بمعنى أنني سأقص كرت صعود الطائرة من الآلة وأذهب إلى بوابة الرحلة. وقفت أمام الآلات الواقفات كثمانية رجال مصلوبين، حاولت مع الأولى ولم تعمل، وقد كانت بطيئة جداً في تلقِّي الأوامر، ثم جرّبت الثانية التي قالت لي نفس العبارة: اذهب إلى صعود الطائرة أو إلى الموظف المختص. كنت قد أضعت عشر دقائق متوسلاً الآلات الجامدة التي لا تفقه، قلت سأكسب الوقت وأذهب إلى الآلات التي قد تفقه، كان الطابور طويلاً جداً، بمعنى أنني لن أصل إلى الموظف قبل الدخول في الـ (45) دقيقة الخطرة، التي ستفقدني حجزي المؤكد، كان “السوبرفايزر” يوزّع المسافرين على موظفي “الكاونتر”، شرحت له مشكلتي وأنني بلا عفش، فتفهّم الأمر ووجّهني إلى أحد الموظفين الذي كان ينهي إجراءات مسافرين اثنين قبلي، حينما ناولته التذكرة نظر نحوي كوكيل مدرسة مكفهر الوجه، وسأل: أنت لم تقف في الطابور؟. ابتسمت وقلت له مداعباً: لا، ولو بيدي الأمر ما سافرت على السعودية!
الدكتور حامد علي هرساني كتب عن خسائر “السعودية” بمقالته “ “الخطوط السعودية”.. 300 مليار مبيعات التذاكر.. وتخسر!”،،، ويقول إن نظرة اقتصادية بحتة، شركة طيران يبلغ حجم مبيعاتها هذا المبلغ الضخم من تذاكر السفر فقط 100 مليار (دون حساب للإيرادات الأخرى الوزن الإضافي والشحن الجوي وغيرها).. ؟ شركة معفاة من الضرائب الداخلية ولا تدفع أي تعويضات للمسافرين، تحصل على تسهيلات في أسعار الوقود، وليس لها منافس، وتفرض شروطها على الشركات الأخرى للنقل من وإلى المطارات السعودية، وبكل هذا الدلال والرعاية والعناية والاهتمام من الدولة.. كيف يمكن لشركة كهذه أن تقول إنها تخسر؟ معنى واحد فقط هناك خلل كبير.. فأين هذا الخلل؟.
قد يكون هناك “شق” أو بعج مالي، وهذا نتركه لهيئة الفساد، لعل وعسى؟
والآخر يتعلق بالإدارة، وبكون ولاء موظفي الخطوط قد وصل إلى أقل مستوى، ولم تعد المؤسسة أو شعارها تعنيهم، بالعكس تشعر أن بعض موظفيها يتعمد التشويه كل ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. أو أن هذا حد التأهيل!