لا يزال الكثير من الشركات، تكدس عمالتها في صناديق الناقلات، تشاهدهم في الصباح الباكر، والنوم لما بعد يغادر عيونهم..
***
لا تزال الأغذية، والحلوى، والمبردات، والعصيرات الملونة، ذات المواصفات الضارة بصحة الصغار، تباع متاحة بين أيديهم، تدر شهواتهم بألوانها، وسكاكرها..!
***
لا تزال بائعات الألعاب النارية يفترشن حواف الطرقات، في أواخر أيام رمضان، دون تقنين لمن تُباع..؟
***
لا تزال المصحَّات مع كل النقد الذي يقدم في وسائل النشر, والتواصل، ليست بكفاءة المطلوب لمواجهة حاجات المرضى..
***
لا يزال التعليم مصدر تجارة وربح، سواء في الإقبال منقطع النظير على نشر مؤسسات التعليم الأهلي, أو لانتشار التدريس الخاص في البيوت، حتى على مستوى الجامعات..
***
لا يزال المثقفون يدورون في الحلقات المفرغة..
***
لا تزال غصص تعيق بهجة الرضاء في صدور كثيرة, كطالب علم لم يوفق للقبول في اختصاص يرتبط بميوله, أو فتاة يرفض أبوها التحاقها بقسم لا يروق له, أو أم لم تجد زوجا يشاركها توجيه أبنائها المراهقين، أو معلمة تفاجأ بقبولها في العمل, ولكن في مدينة ليس لها فيها بيت، ولا أهل.., أو أي غصة لا تزال تشج البهجة، ولا تثير الدهشة فرحا في اليومي والمعاش من لحظات الإنسان..
***
لا تزال, وستظل الأحبار تُهدر، والأجهزة الوسيطة « تكرف»، ولوحة المفاتيح فيها تُنهك حروفها، والفضاء الافتراضي يعج بكل من لديه كلمة فيقولها، وإن جاءت تخدش ذوقا، أو تمسُّ خُلقا، أو خَلْقا, أو تكشف عورة، أو تفضي إلى فراغ, وفي الغالب تُعرِّف ُبصاحبها ولسان الحال يقول: يا ليتها لم تفعل..!!
***
لا يزال القليل من الجميلين، يهوِّنون على الإنسان وعثاء الحياة.., وينيرون بوعيهم مضائقها، ويكشفون بسلامهم غمَّها..
هؤلاء: ليتهم يتنامون ويتكاثرون..!
إذ لا يزال عددهم قليلا نسبة لحجم التنامي البشري في الواقع..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855