|
كتب - عبدالله الهاجري:
كأنه شخص خارق لا يسقم، وحين يمرض تتكاثر حوله الشائعات، متناثرة بكافة الأمراض وصولاً للموت.. تتحرك الأفواه ويبدأ من في الظلام بالتحدث عن وفاته وعن حالته الصحية، محاولين أخذ دور الريادة في كشف الأسباب.. وقبل عدة سنوات قال محمد عبده للصحفيين في الكويت إن علاقته مع الصحافة منذ زمن بعيد مثلما صنع الحداد.
حين دخل فنان العرب محمد عبده مستشفى خاصاً بالمدينة المنورة بعد عارض صحي تبين فيما بعد بأنه فقط بسبب الإجهاد، جالت في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية أخبار أصابت الكثير بالحيرة عن صحة فنان العرب، بعضهم أوصلها لحالة الوفاة ومنهم من أوصلها لحالة غيبوبة، وأرحمهم فقط من قال إن الجلطة عادت له.
في عارضه الصحي الأخير اتضح محبو فنان العرب، كما اتضح للأسف المنتظرين لمثل هذه الواقعة، وبالرغم من خروج فنان العرب على قناة العربية داحضاً لكل تلك الشائعات وهو في كامل صحته بل وتحدث في تلك المقابلة عن الوضع العربي الجاري في إشارة لتفهمه عما يدور في العالم، للأسف فإن فنان العرب هو من سمح للجميع بالتكلم والتحدث نيابةً عنه حول حالته الصحية.
أقول للأسف لأنني اطلعت على العديد من الكلام المكتوب في المواقع الإلكترونية، أخذوا دور المحللين والأطباء والفريق الذي وقف على حالته، كأنهم هم من شخص حالة فنان العرب وتعرفوا على وضعه الصحي.
سمح فنان العرب لهؤلاء بالتحدث لسبب مهم جداً، هو بأن فنان العرب أغفل تماماً الدور الإعلامي في مشواره، متناسياً أهمية أن يكون لديه شخص أو جهة تتولى هذا الأمر.
محمد عبده وبحسب ما أعرفه عنه لا يحتفظ حتى بالكثير عما كُتب عنه، تاركاً خلفه أرشيفاً توثيقياً مهماً، يحكي تاريخه الممتد لخمسة عقود، فنان العرب -وأعرف هذا جيداً- يرغب فقط أن يكون هو من يتواصل مع الإعلام والصحافة، وهو بارع في هذا الأمر ولديه القدرة الكاملة، ولكن في ظل تنقلاته ونشاطه الفني بالطبع يصبح التواصل مع الصحافة فاتراً، يكتفي في أحايين كثيرة بالمؤتمرات الصحافية التي تعقد له في أي مشاركة، وحين يرغب في إيصال رسالة معينة أو يتحدث عن أمر ما، فلديه وسائله التي يتمكن من خلالها في توصيل مطلبه.
فنان العرب أغفل تماماً جانب إدارة الإعلام، لأنه تعود منذ بداياته أن يكون هو الناطق باسمه فقط، وكان من الصعب عليه أن يعتمد على غيره في هذا الأمر، وأجزم بأن ما يفعله فنان العرب في هذا الأمر هو الخطأ بعينه في ظل تكاثر وسائل الإعلام والصحافة ووكالات الأنباء والصحافة الإلكترونية ومواقع النت ومواقع التواصل الاجتماعي.
ومن هنا فعلى فنان العرب أن يغير سياسته الإعلامية ولعل مرضه قبل عام ونصف ومرضه الأخير، درساً له في التعاطي مع الإعلام، على الأقل أن يسند هذه المهمة لشركة روتانا التي ينتمي إليها، وبالمناسبة فإن روتانا هي الأخرى تتحمل جزءاً من اللغط الدائم عما يدور حول فنان العرب، ولا ننسى دورها الإعلامي معه منذ ارتباطه معهم، وكانت الطامة في مرضه وما حدث له في فرنسا، حيث لم تتحرك روتانا إلا بعد أيام طويلة وكان الخبر بتفاصيل مرضه منشور في الكثير من وسائل الإعلام.
**منذ عودة فنان العرب من فرنسا كثر الكلام حول جديده، وبالرغم من أن فنان العرب أنهى من تسجيل العديد من الأعمال ليضمها في ألبومه القادم، ولكن حتى اللحظة لا نعلم تماماً متى سيطرح جديده.. أليس هذا من ضمن الخطأ في السياسة الإعلامية التي يتبعها فنان العرب.
** جهزت روتانا لحفلات العودة لفنان العرب بعد مرضه، وتم تحديد الوقت والمكان، فاختاروا له لندن، وتم تغيير الموعد غير مرة وحتى الآن، متى ستكون الحفلة وتاريخها ومكانها، لا نعلم شيئاً أليس هذا من باب الخطأ الذي تتخذه روتانا مع فنان العرب؟
**في عارضه الصحي الأخير.. استند الكثير على مصادرهم في تضخيم مرضه على مصادر مقربة من فنان العرب ولم يكن هناك سوى القليل الذين ارتكزوا في خبرهم باتصال مباشر مع محمد عبده.. ومن هنا سمح للشائعات بالتكاثر.
** قناة العربية وعبر حسابها على تويتر وقعت في فخ الخطأ المهني الذي لا يغتفر، حين غردوا بأن فنان العرب قد تم نقله بطائرة الإخلاء الطبي من المدينة المنورة لمستشفى الملك فهد بجدة، ولا أعلم كيف تسمح العربية لنفسها بنقل خبر عار تماما من الصحة، وبالرغم من معالجتها للوضع لاحقاً باتصال هاتفي مع فنان العرب (بناء على طلب منه)، ولكن بعد أن كانت سبباً في تكاثر الشائعة.
** افتقدنا كثيراً لموقع فنان العرب «عبده ميوزك» وذلك حين قرر القائمون عليه بإغلاقه، ولكننا تناسينا موقع «عبده طرب» الذي لا يقل أهمية ومكانته عن الموقع السابق، حيث أنشئ عبده طرب في أواخر 2008م بمجهود من محبي وجمهور فنان العرب، حيث يبلغ عدد أعضائه حالياً أكثر من ثلاثة عشر ألف عضو، فيما فاق عدد زواره المائتين ألف زائر، وقد أشاد فنان العرب بهذا الموقع عبر تسجيل مصور، فيما أنشا القائمون على عبده طرب صفحتين في الفيس بوك وتويتر إلى جانب قناة على اليوتيوب.